فالتوترات بين مختلف الجماعات اللبنانية، الخوف من حرب ثانية، وتوجيه الأصابع نحو التأخير في إعادة الإعمار، كلّها حواجز من الضروري تخطّيها.
وقالت نجلة شحادة، مديرة قسم الإعانات الإنسانية في كاريتاس لبنان، بأن “العمل كان صعباً بسبب الخوف وغياب الثقة. وإضافة الى ذلك، هناك أيضاً الصراع في شمال البلاد، مما يزيد الحالة سوءاً”.
لقد تركت حرب يوليو الماضي قسماً كبيراً من الجنوب والعاصمة بيروت في حالة دمار. لقد ذهب ضحية هذا الصراع – الذي دام 34 يوماً – 1200 لبناني وحوالي 150 اسرائيلياً. أما النازحون في لبنان، فقد وصل عددهم الى مليون، أما عدد النازحين الاسرائيليين من شمال أسرائيل فتراوح بين 300.000 و 500.000.
في هذا الجو من التوتر، عمدت كاريتاس لبنان على المساعدة، وخاصة على مساعدة الأكثر احتياجاً، الذين ليس لهم من يساعدهم. فقد ساعدت المنظمة حوالي 100.000 شخص خلال الأزمة، وحوالي 10% من الذين أُجبروا على ترك منازلهم.
وزعت كاريتاس حينها أكياس الأغذية على مئات العائلات، وخاصة في قرى الجنوب وسهل البقاع، شمال شرق البلاد. كما وقدمت كاريتاس المساعدة للمستشفيات في صيدا والنبطية.
أكثر من 18000 شخص حصلوا على المحروقات للتدفئة خلال الشتاء، كما وأطلقت كاريتاس مستوصفات جوالة لمساعدة المرضى والمصابين خلال وبعد الحرب. اعتنت كاريتاس لبنان بأكثر من 12.000 شخص حتى مارس 2007.
هذا وقد سارعت المنظمة حينها الى التأكد من عودة الأطفال الى مقاعد الدراسة، من خلال مساعدة العوائل الفقيرة، وبخاصة المزارعين الذي فقدوا محصولهم بسبب الحرب، مقدمة لهم الدعم المالي لإعادة أطفالهم الى المدارس.
وقالت شحادة: “على الصعيد النفسي، كان من المهم جداً أن يعود الأطفال الى المدارس، ليستعيدوا حياتهم الطبيعية”.
كما واختتمت كاريتاس مؤخراً برنامجاً لدعم المزارعين الفقراء، مساعدة غياهم على الاستثمتر، ومقدمة لهم البذور والأشجار وبعض الاحتياجات الأخرى.
هذا وقد قدرت السلطات اللبنانية بأن الضرر الاقتصادي المباشر الذي تسببت به الحرب يتخطى الـ 2.8 مليار دولار، عدا عن 2.2 مليار من الأرباح.