أيها الإخوة والأخوات!
يسعدني، بعد عودتي أول أمس من لورينزاغو، أن أكون من جديد هنا في كاستل غاندولفو، حيث إن شاء الله، سأمضي باقي الفترة الصيفية. أشكر الرب على الأيام الهادئة التي أمضيتها في ربوع جبال كادوري، كما وأشكر جميع الذين عملوا على تنظيم فترة إقامتي هناك. وبالعاطفة نفسها، أتوجه بالشكر منكم أيها الحجاج الأعزاء الحاضرين هنا وبنوع خاص من سكان كاستل غاندولفو الأعزاء على الاستقبال الحار.
يوم الأحد الماضي، توقفت عند موضوع السلام، وذكّرت بالنداء الذي وجّهه البابا بندكتس الخامس عشر في 1 أغسطس منذ 90 عاماً للبلدان المشاركة في الحرب العالمية الأولى. مناسبة أخرى تدعوني اليوم للتوقف عند نفس الموضوع. فاليوم بالذات تصادف الذكرى الـ 50 لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي نشأت " لحث ونمو إسهام الطاقة الذرية في قضايا السلام، الصحة والرفاهية في العالم أجمع".
إن الكرسي الرسولي الذي وافق كلياً على أهداف المنظمة، هو عضو فيها منذ نشأتها ويستمر في دعم نشاطاتها.
إن التغيرات التي حصلت في الـ 50 سنة الأخيرة، توضح كيف أنه – وسط التعقيدات التي تمر بها الإنسانية – من الضروري العمل الجدي للحد من انتشار الاسلحة النووية، وتعزيز وقف تدريجي وتوافقي للتسلح النووي، وتحفيز الاستعمال السلمي والآمن للتكنولوجيا النووية من أجل تطور حقيقي، يحترم البيئة ويراعي حقوق الشعوب المهمشة.
أتمنى أن تأتي جهود الذين يعملون لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة، بالنتائج المرجوة، بحيث "تُستعمل الموارد في مشاريع إنمائية لمصلحة سكان البلدان الأكثر فقراً بدرجة أولى (رسالة اليوم العالمي للسلام 2006، العدد 13).
وفي هذه المناسبة، أود أيضاً التذكير بأنه "يجب أن يحلّ محلّ السباق الى التسلح، العملُ المشترك لتوجيه الموارد نحو أهداف نمو أخلاقي، ثقافي واقتصادي، بغية تحديد الأولويات وسلّم القيم" (تعليم الكنيسة الكاثوليكية، رقم 2438).
لنوكل صلاتنا من أجل السلام، الى شفاعة مريم الكلية القداسة، وبنوع خاص ليتم استعمال المعرفة العلمية والتقنية بمسؤولية ولمصلحة الخير العام، ضمن الاحترام الكامل للقوانين الدولية.
نصلي ليعيش البشر بسلام وكإخوة لأب واحد: الله