روما، 3 سبتمبر 2007 (ZENIT.org) – بيّن الناطق السابق بإسم الكرسي الرسولي يواكين نافارو فالز كم أن كتاب “يسوع الناصري” للبابا بندكتس السادس عشر الذي حقق أفضل أرقام مبيعات في إسبانيا يشكل عنصراً من عناصر “راعوية الفكر” الذي يعتمده بندكتس السادس عشر لكي يشرح “منطق” الإيمان بطريقة قابلة للفهم.
وما كاد الكتاب يصدر في إسبانيا في 28 أغسطس الماضي حتى أثبت أنه أيضاً في هذه اللغة قادر على تحقيق نجاح باهر في المكتبات، بعد النجاح الصاعق الذي حصده في إيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وقد صدرت الطبعة الأولى من الكتاب، في منشورات « La Esfera de los Libros » بخمسين ألف نسخة.
وقال نافارو فالز: “بكل صدق، عليّ أن أقرّ بأن هذا النجاح الأولي لا يفاجئني البتة ولا شك في أنه سيكون نجاحاً على المدى البعيد. في الأشهر الأخيرة، راسلني الكثيرون ليطلبوا مني أن أبتاع لهم هنا، في إيطاليا، نسخة من الكتاب باللغة الإيطالية التي كانت قد صدرت وأرسلها إليهم في إسبانيا. إذاً، كُثُرٌ هم الأشخاص الذين كانوا يرغبون بحق في حيازة هذا الكتاب لقراءته”.
وبخصوص مضمون الكتاب، قال نافارو فالز: “إنه بالطبع غنيّ جداً، والعنوان يوحي بذلك. وبالطبع هذه نظرتي الشخصية إلى الأمور: فبالنسبة إليّ، إن محور، لا بل نقطة الأساس في هذه الحبرية هي ما قد أسمّيه “راعوية الفكر”. ففي زمن من الريبة الكبيرة على كل الصعد، يقود البابا راعوية فكر عجيب، مع غنى عظيم على صعيد المفاهيم، والناس يتفاعلون مع ذلك أيما تفاعل. فقد أدركوا قيمة الكلمة التي يقدمها البابا إلى الإنسانية برمتها. أعتقد أن كتاب “يسوع الناصري” يندرج في راعوية الفكر هذه. ولا شك في أنه يتضمن صفحات ولا أروع، لها أيضاً طابع زهدي، ولكن الغنى يكمن في المفاهيم. وهذا أمر يتعلق بالله: فالكاثوليك لا يكتفون بقبول ألوهية يسوع، بل يعتبرون أنه لا بدّ أيضاً من التفكير في ما يعنيه يسوع في التاريخ”.
وأضاف قائلاً: “نحن بحاجة إلى عمل توضيح، إلى جهد “عقلي”، وهذا كلام لا ينفك البابا يردده في كتابه. فحبريته تقوم على عقلانية الإيمان التي كانت ضمنية نوعاً ما في كل مؤلفات الكاردينال راتزينغر وقد تأكدت اليوم بالطبع في هذه الحبرية. إن هذه الرسالة هي إحدى مواضيع الساعة الساخنة. فكأني بها تعليم مسيحي عظيم ولكن على مستوى عالٍ، يفهمه الناس ويتبعونه ويدركون فهمهم له. وبالعودة إلى الكتاب، نلاحظ أن صفحات وفيرة فيه تؤكد ما نحن بصدد قوله. وأظنّ أن هذا بالضبط ما يقدّره الناس فيه”.