حاضرة الفاتيكان، 27 سبتمبر 2007 (Zenit.org) – لا يوجد سر رابع لفاتيما وتم الكشف عن السر الثالث بكامله وفقاً للكاردينال ترتشيسيو برتوني.

جاء هذا التأكيد في العرض الرسمي لكتاب الكاردينال برتوني بعنوان "رؤيا فاتيما الأخيرة". كتب أمين سر البابا هذا الكتاب الذي صدر باللغة الإيطالية في مايو الماضي بالتعاون مع الصحافي جيوزيبي دي كارلي.

كتب البابا بندكتس السادس عشر مقدمة المجلد حيث يقول: "نرى عبر تجربة راهبة متواضعة دور السيدة العذراء التي ترافق المسيحي بمحبة الأم."

خلال العرض، قال رئيس الأساقفة لوريس كابوفيلا، السكرتير الخاص للبابا يوحنا الثالث والعشرين، أنه ليس هناك سر رابع. إنه الشاهد الوحيد الذي كان حاضراً عندما فتح البابا يوحنا الثالث والعشرين السر الثالث والأخير عام 1959 في كاستيل غوندولفو.

قال الأسقف الذي يبلغ اليوم 91 عاماً: "لم أفكر يوماً أنه قد يكون هناك سر رابع. لا أحد أخبرني بذلك ولم أزعم وجوده على الإطلاق."

لمحة تاريخية

السر الثالث جزء من رسالة السيدة العذراء بتاريخ 13 تموز/يوليو 1917 إلى لوسيا دوس سانتوس وقريبيها جاسينتا وفراسنسيكو مارتو.

كتب الجزءان الأول والثاني من الرسائل التي وجهتها العذراء للوسيا عام 1941. وعام 1944، كتب الجزء الثالث. عام 1957، أعطي للكرسي الرسولي ليقرأه البابا عندما يرغب في ذلك.

عام 2000، قرر البابا يوحنا بولي الثاني الذي قرأ السر الثالث للمرة الأولى بعد محاولة اغتياله عام 1981 أن ينشر محتوياته لوضع حد للتخمينات المتنامية.

في ذلك الوقت، كان أمين السر الحالي الكاردينال برتوني موفد الباب يوحنا بولس الثاني إلى الأخت لوسيا وهو من دوّن الشهادة الأخيرة للأخت الكرملية.

المنشورات

التقى الكاردينال بيرتوني والأخت لوسيا ثلاث مرات بين عامي 2000 و2003. وبعد سنتين، توفيت الراهبة بتاريخ 13 شباط/فبراير عام 2005 عن عمر يناهز 97 عاماً.

تتطرق أحاديثهما التي يتمحور حولها الكتاب إلى ظهور السيدة العذراء والتنبؤات بالحرب ومستقبل روسيا ولغز السر الثالث ونظريات حول السر الرابع المزعوم حول نهاية العالم والذنب المفترض في الفاتيكان.

تترافق الأحداث المنظمة وفق جدول زمني مع دراسة جدية للوثائق، بما فيها الصفحات المكتوبة بخط الأخت لوسيا، والنص الأصلي للأجزاء الثلاثة للرسالة، والتفسير اللاهوتي للكاردينال جوزيف راتزينغر الذي كان رئيس مجمع العقيدة والإيمان.

من جهته، تحدث الكاردينال أمبروجيو سبريافيكو خلال عرض الكتاب وهو كان قد رافق الكاردينال بيرتوني خلال زيارة فاتيما في أحد اجتماعاته مع الأخت لوسيا.

فقد قال: "يوم 27 أبريل 2000، رافقته شخصياً إلى دير الراهبات الكرمليات في كويمبرا حيث أعطى الأخت لوسيا أربع صفحات مكتوبة بخط اليد حول السر الثالث. فدرستها بعناية وتعرفت على الصفحات الأربع المكتوبة بخط يدها منذ 56 عام وتعرفت على الأوراق التي كتبت عليها."

دراسة السيدة مريم

خلال عرض كتابه، تحدث الكاردينال برتوني عن دور دراسة السيدة مريم والحذر الذي تتبعه الكنيسة في تحليل الأحداث ما فوق الطبيعية الحاصلة.

وشرح قائلاً: "إن معيار اكتشاف حقيقة الأمور التي تم البوح بها بشكل خاص يكمن في توجهها نحو المسيح والإنجيل". وأضاف أنه ما أن يتم التثبت من ذلك، يمكن النظر إلى الأمور المهمة الأخرى مثل التقوى الشعبية والممارسة الدينية.

وأشار الكاردينال برتوني أنه أحياناً يكون هناك "انتشار رسائل يفترض أنها ما فوق طبيعية" و غالباً ما تترافق مع مسحة رؤيوية.

وقال: "ينبغي تفادي خطر تحولنا إلى "كنيسة ظهور" وعدم الوثوق بتراتبية الكنيسة."

وعندما تحدث سكرتير البابا عن رسالة فاتيما، قال: "إن اللقاء المفيد بين جاذبية اللغز الثالوثي ومؤسسته واللغز التعليلي اللاهوتي للمسيح واضح في الرسالة. فمريم العذراء التي تدل على رحمة الله لا تترك المسيحيين وحدهم.

"إنها تعطينا دلائل كإشارات الطرق لشن المعركة بين الخير والشر. مريم العذراء هي رمز محبة الله لنا.

"إنه أمر ينفذ إلى التاريخ ويترك آثاره عليه أكثر من أي ظهور آخر للعذراء، وقوة رسالتها تصل إلى قلوب البشر وتدعوهم إلى الاهتداء وتشاطر مسؤولية خلاص العالم."

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن كتاب "رؤيا فاتيما الأخيرة" يترجم حالياً إلى ست لغات وسوف يصدر قريباً باللغة الإسبانية والبرتغالية والإنكليزية.