الفاتيكان ، 5 سبتمبر 2007 (ZENIT.org). – تابع البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء الحديث عن القديس غريغوريوس النيصي، وتطرق في حديثه إلى الانتباه الذي كرسه القديس الكابادوكي العظيم إلى الفقراء.
فذكّر الأب الأقدس أن غريغوريوس كان يعلّم أن المسيح هو حاضر ليس فقط في الصلاة وفي ارتقاء النفس في الحياة الصوفية بل أيضًا في الفقراء، “ولذا لا ينبغي أن يهان الفقير أبدًا”، واستشهد البابا بالقديس الذي يقول حاضًا المؤمنين: “لا تحتقر أولئك الذين تراهم مطروحين وكأن لا قيمة لهم. اعتبر من هم، وستكتشف عظم كرامتهم: هم يمثلون لنا شخص المخلص. والأمر كذلك: لأن الرب بصلاحه، وهبهم شخصه بالذات، لكيما بواسطته، تتحرك مشاعر قساة القلوب وأعداء الفقراء”.
هذا ويربط القديس غريغوريوس أعمال البر والصوم والتقشف بالمحبة نحو الفقير حيث يدعو المؤمن إلى التساؤل: “ما نفع أن تصوم وأن تمتنع عن اللحوم، إذا كنت بشَرِّك لا تنفك تنهش أخاك؟ أي ربح تجني من عدم أكل ما هو لك إذا كنت في ما بعد تتصرف بالظلم وتنتزع من أيدي الفقير ما هو له؟”.
وعليه، يحض غريغوريوس بحمية كل من يصغي إليه قائلاً: “كن سخيًا مع أولئك الإخوة ضحايا البلايا. أعط الجائع ما تحرم منه حشاك”.
وذلك لأننا جميعنا نعتمد على الله وبالتالي ما هو لنا هو هبة يجب أن نتقاسمها مع من ليس له، ولذا يتابع البابا مستشهدًا: “لا تعتقدوا بأن كل شيء هو لكم! هنالك قسم يجب أن يكون للفقراء، أصدقاء الله. بالحقيقة، كل شيء يأتي من الله، أب الجميع، ونحن إخوة وننتمي إلى النسل عينه”.