النمسا، 10 سبتمبر 2007 (ZENIT.org). – تحدث بندكتس السادس عشر إلى الكهنة والمكرسين والمكرسات والشمامسة الذين تجمعوا في مزار ماريازيل نهار السبت للاحتفال بصلاة الغروب المريمية مع الكهنة والمكرسين عن جوهر ومعنى دعوتهم فقال: "الرب يدعو الكهنة والمكرسين والمكرسات والعلمانيين إلى الدخول في العالم، في واقعه المعقد، للمساهمة هناك في بناء ملكوت الله" مبينًا أن الكهنة والمكرسين قد اختيروا م العالم، إلا أن هذا الاختيار هو لأجل العالم، لأجل حمل ملكوت الله في صلب حياة العالم.
وأشار البابا إلى أن الكهونة المكرسين يقومون بهذه الرسالة "عبر الإعلان، وبناء الجماعة، في مختلف الخدمات الرعوية، عبر المحبة العملية وعبر المحبة المعاشة، عبر البحث والعلوم التي تعاش بروح رسولي في حوار مع ثقافة البيئة المحيطة، من خلال تعزيز العدالة التي يريد الله وبقدر لا يقل أهمية من خلال الاستجماع للتأمل بالله الثالوث وبالتسبيح الجماعي".
كما ويشاركون في "حج الكنيسة عبر العصور"، مشاركين في حياة المسيح "التي هي اليوم أيضًا درب صليب ودرب قيامة عبر "جليل" وجودنا".
وذكر البابا أن محور رسالة يسوع المسيح وجميع المسيحيين هي "إعلان ملكوت الله".أي الشهادة لـ "معنى يتجذر في حب الله الخلاق ويناقض كل انتقاص في المعنى وكل يأس.
فالمكرسون يقفون إلى جانب كل من يبحث عن معنى ويريد أن يعطي وجهة إيجابية لحياته. فحياة المكرس هي كحياة يوحنا المعمدان التي وصفها يسوع بـ "السراج الذي يتقد ويشع" (يو 5، 35).
وأشار البابا إلى أن اتّباع يسوع يعني "النمو في المشاركة في مشاعر يسوع وفي اعتماد أسلوب حياته"، وخصوصًا عبر خصائصه التي تعرف بالمشورات الإنجيلية: الفقر، العفة والطاعة. فمن يريد أن يتبع المسيح بشكل جذري، "عليه أن يتخلى حتمًا عن الخيرات الأرضية. ولكن عليه أن يعيش هذا الفقر انطلاقًا من المسيح، وأن يصير حرًا داخليًا لله وللقريب". والعفة هي توجيه القلب دون أنانية ودون انقسام إلى محبة الله ومحبة القريب، فرسالة يسوع كانت " تقوده إلى تكرس طاهر وغير منقسم للبشر. في شهادات الكتاب المقدس ليس هنالك لحظة لا يمكننا أن نلحظ فيها، في تعامله مع البشر، رواسب مصلحة شخصية أو أنانية. لقد أحب يسوع البشر كما أحب أباه".
والطاعة، أخيرًا، تبين لنا أن الولوج في إرادة الله كما فعل المسيح، يجعلنا نصل إلى إرادتنا الحقيقية.