فيينا، 10 سبتمبر 2007 (ZENIT.org). .”من مجمل التراث الأوروبي، هنالك تراث من التفكير، يحمل ترابطًا جوهريًا بين الإيمان والحقيقة والعقل. نحن أمام السؤال عما إذا كان العقل مبدأ كل الأشياء وركيزتها أم لا. نحن بصدد مسألة عما إذا كانت الصدفة أو الضرورة ركيزة الوجود، وبالتالي عما إذا كان العقل حصيلة ثانوية للاعقلانية، وأن يكون، في آخر المطاف، لا معنى له في محيط اللاعقلانية، أو بعكس ذلك عما إذا كان حقيقيًا ما يشكل قناعة جوهرية في الإيمان المسيحي: “في البدء كان الكلمة (اللوغوس)” – في ركيزة كل الأشياء هنالك عقل الله الخالق الذي أراد أن يشركنا نحن البشر بذاته”.
كلمات استهل بها البابا بندكتس السادس عشر الحديث عن حوار العقل لدى لقائه بالرئيس النمساوي هاينس فيشر والدبلوماسيين في الهوفبورغ في فيينا.
واستشهد الأب الأقدس، في هذا الصدد، بـ يورغن هابرماس وهو فيلسوف لا ينتمي الى الإيمان المسيحي، والذي قال: لم تكن المسيحية مجرد حافز في إطار الوعي الذاتي المعياري في الزمن الحديث. فالمساواة الشمولية، الذي منه انبعثت فكرة الحرية والتعايش المتعاضد، هي إرث مباشر من العدالة اليهودية وأدبيات الحب في المسيحية. لقد قامت الشعوب باعتناق هذا الإرث، الذي لم يتحول في جوهره، تكرارًا ومجددًا بشكل نقدي وعبر تفسير جديد. فحتى اليوم لا يتوفر أي خيار آخر”.