الفاتيكان، 24 سبتمبر 2007 (Zenit.org) – كانت الصلاة الأخيرة للبابا يوحنا بولس الثاني فعل زهد عميق الأثر. هذا ما جاء على لسان الطبيب الشخصي لقداسة البابا.
فقد أعلنت صحيفة "لا ريبوبليكا" (La Republica) في مقال نشرته يوم الأحد الماضي أن الدكتور ريناتو بوزونيتي قال إن الكلمات الأخيرة التي تلفظ به البابا كانت "صلاة قديس أحب الحياة إلى أن استدعاه الرب الإله إليه".
وأضاف الطبيب: "حظي البابا يوحنا بولس الثاني على الرعاية اللازمة حتى آخر لحظة من حياته عندما لفظ أنفاسه الأخيرة الساعة 9:37 مساء بتاريخ 2 أبريل 2005.
"صحيح أن قداسته قد قال لأطبائه سابقاً: "دعوني أذهب إلى الرب"، إلا أنها كانت جملة تعبر عن زهده وتتعالى من صلاة رجل عانى الكثير وشعر برغبة قوية في التقرب من الآب السماوي.
"لم يكن طلبه تخلٍ عن الحياة أو أي نوع من الاستسلام. ولم تكن دعوة لكي يوقف أطباؤه الآلات التي تبقيه حياً أو لكي يمتنعوا عن تقديم الرعاية له، أو أي خيار غير مباشر يطلب فيه القتل الرحيم كما يزعم البعض. فمن يصدق ذلك يخطئ."
واستطرد الطبيب أن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قال صلاته "بصوت ضعيف للأخت البولندية توبيانا التي كانت قرب سريره. وعندما خرجت الأخت من الغرفة، أخبرتنا أن البابا قال لها: أنه يريد أن يذهب إلى الله."
"أكرر أنها كانت دعوة روحية وتعبيراً سامياً لفظه رجل شعر بأنه اقترب من نهاية مغامرته على الأرض. لكنه لم يُترك وحده على الإطلاق، بدون رعاية أو حماية، كما يلمح البعض بشكل خاطئ.
"كان ذلك بمثابة درس عظيم آخر في الحياة لمن كان بقربه حينها. كانت صلاة يصليها حتى النهاية بصوت ضعيف وغير مسموع، بهمس ولكن بعمق. كانت صلاة قديس أحب الحياة حتى استدعاه الله إليه."
التعلق بالإيمان
هذا ما قاله الطبيب رداً على بعض الادعاءات التي أثيرت في التقارير الإعلامية، وخصوصاً على ضوء الوثيقة التي نشرها مجمع العقيدة والإيمان حول تقديم أنابيب التغذية للأشخاص في "حالة نباتية" دائمة.
وأضاف الطبيب بوزونيتي: "تلك العبارة "دعوني أذهب إلى بيت الآب" كانت بمثابة صلاة سامية وزهد عميق. كانت مثالاً فعلياً وشبه فريد من نوعه في تعلقها بالإيمان بالآب وبالحياة في الوقت عينه، وهي حياة أحبها البابا يوحنا بولس الثاني بعمق حتى اللحظة الأخيرة."
"كان إيمانه شغفاً طويل الأمد. وفي 31 مارس عندما نظر خارج نافذته، لم يتمكن من الكلام للمرة الأولى في حياته. لكنه لم يستسلم. منذ ذلك اليوم، أعطي تغذية معوية بواسطة أنبوب معدي عبر الأنف لأن حالته لم تعد تسمح له بتغذية نفسه."
"استمر التقطير حتى النهاية من دون انقطاع. ومن ثم يوم 31 مارس، عانى من صدمة خمجية خطرة وانهيار في الجهاز القلبي الدموي بسبب التهاب في الجهاز البولي؛ وأعطي كل التدابير العلاجية المناسبة وكل المساعدة الضرورية للتنفس."
إلى ذلك، أكد الطبيب أن يوحنا بولس الثاني حظي بعناية طبية ممتازة على الرغم من أنه لم يدخل المستشفى في ساعاته الأخيرة.
وشرح الدكتور بوزونيتي: "لقد سأله سكرتير البابا الأسقف ستانيسلاو دزيوز بوضوح إن كان يريد الذهاب، لكن قداسته أراد البقاء في الفاتيكان حيث حصل على مساعدة طبية متخصصة ونوعية بدون انقطاع، 24 ساعة في اليوم وتحت إشراف طاقم متخصص عالي الكفاءة."