وتحدث غبطته عن “الزواج الذي ينعقد بين مسيحي ومسلمة، أو بين مسلم ومسيحية، ونظرة الكنيسة الى مثل هذه الزواجات”، فقال بأن كثرة الأسفار واختلاط الشعوب المختلفي الأديان الذي يشهده العالم منذ عشرات السنين بخاصة في أوروبا، يثير، في العديد من بلدان العالم، مشاكل تتعلق بالزواجات المختلطة بين كاثوليك ومسلمين، وبخاصة بين رجال مسلمين ونساء مسيحيات وهذه مشاكل تشغل البال”.
وأضاف بأن الزواج بين مسلمين ومسيحيين يتزايد مع تزايد عدد المسلمين في الغرب وخاصة في أوروبا، كما وتتزايد المصاعب التي تنشأ عن هذه الزواجات لاختلاف النظرة الى الزواج.
وانتقل البطريرك الماروني ليتحدث عن وضع المرأة الذي “يختلف تماما بحسب اختلاف الاديان”، وقال بأن القرآن يقول بتفوق الرجل على المرأة وسلطته عليها، بحسب ما أوردته إحدى السور، وأن للرجل سلطة على المرأة. وهذا التفوق له طابع إلهي، وليس اقتصاديا وحسب، وان كان ذلك لا يزال مجهولا في غالب الاحيان لدى رجال القانون”.
وتابع صفير شارحاً وضع الزواج في الإسلام قائلاً بأن “هناك اختلاف بين الرجل والمرأة في ما خص عقد الزواج. أولاً: إن للرجل حقاً في أن يكون له اربع نساء، فيما ان هذا الحق لا تتمتع به المرأة.
ثانياً: لا يسمح للمرأة أن تتزوج رجلاً من دين مختلف، إلا إذا ارتد هذا الرجل الى الاسلام. وكل زواج مختلط مستحيل، لأن غير المسلم يجب أن يعتنق الاسلام ليسمح له بالزواج من مسلم او مسلمة. وعلاوة على ذلك، إن الاولاد المولودين من أم مسيحية يجب أن يصبحوا حتماً مسلمين ولو كانوا معمدين. ثالثاً: إن الزوج باستطاعته أن يطلق زوجته بقوله له ثلاث مرات: أنت طالق. وعلى العكس من ذلك، ليس للمرأة الحق في أن تفعل ذلك. ولا يسمح بالطلاق إلا بناء على طلب الرجل، وحراسة الأولاد تعود حتما الى الأب، باعتبار أنه هو الوحيد الذي بامكانه أن يشرف على تربيتهم وتعليمهم. فللأب وحده السلطة الوالدية. “
“وفي ما خص الميراث، لا يمكن المرأة أن ترث إلا نصف ما يرثه الرجل. وهناك فرق آخر كبير، وهو ان شهادة رجل تساوي شهادتين بالنسبة الى شهادة المرأة. وللرجل سلطة مطلقة على امرأته، ومن واجبه أن يؤدبها لتخضع له كل الخضوع”.
“إن المسلم في استطاعته أن يتزوج غير مسلمة, فيما المسلمة لا يمكنها أن تتزوج غير المسلم, الا إذا اعتنق الإسلام.”
وانصرف الكاردينال الماروني الى شرح الفروقات بين الزواج المسيحي والزواج الإسلامي مشيراً الى أن “زواج المسيحي والمسلمة قد لا يلقى النجاح المأمول” الأمر الذي يؤدي الى توالي “المآسي العائلية… والصعوبات التي يلقاها الزوجان المختلطا الدين إذا كان أحدهما مسلماً والآخر مسيحياً التي يمكنها أن تتعاظم عندما تكون الزوجة أوروبية تجهل ثقافة البلد الاسلامية حيث تجبر على الإقامة بدافع من المحبة أو الضغط”.
“وأما حالات الزواج بين المسلمين والمسيحيين, يجب التوقف عند كل منها لرؤية ما اذا كانت الشروط مستوفاة لمنح التفسيح المطلوب لعقد مثل هذا الزواج. ولا بأس في أن نذكر بالحرية الدينية التي نص عليها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني حيث يقول: “إن الكنيسة تظهر احتراماً كبيراً للمسلمين الذين يعبدون الله الواحد, الحي, الأبدي, الرحيم, القدير خالق السماء والأرض, والذي يخاطب الناس (الكرامة الانسانية عد 4), دون أن ننسى ما بين الديانتين من فوارق كبرى تضع, من وجوه كثيرة, من الناحية اللاهوتية والقانونية, الديانة المسيحية”.
وقال صفير بأن “الكنيسة تجيز الزواج بين مسلمين ومسيحيين ضمن شروط معروفة, وذلك محافظة على سلامة إيمان الجهة المسيحية, وعلى تعميد الأولاد وتربيتهم تربية مسيحية, وهناك في لبنان زواجات بين مسلمين ومسيحيين تمت وتتم ضمن الشروط المطلوبة, وذلك حفاظا على إيمان الفريقين”.