الفاتيكان، 6 نوفمبر 2007 (ZENIT.org). – “ولا حتى الموت يستطيع أن يبطل رجاء المؤمن”: هذا ما صرح به بندكتس السادس عشر صباح أمس الاثنين خلال عظته في القداس الذي احتفل به في البازيليك الفاتيكانية لراحة نفس الكرادلة والأساقفة الراحلين.
ركز البابا في إطار العظة على ثقة يسوع بأبيه، وأشار إلى أهمية التأمل بهذه الثقة عندما نفكر بالموت، بالقول: “إنه أمر معزٍ ومفيد، أن نتأمل بثقة يسوع نحو أبيه، خلال الصلاة لراحة أنفس الموتى، وذلك لكي نستسلم إليه ونتركه يغمرنا بالنور الصافي الذي يصدر عن هذا الاستسلام التام الذي يعيشه الابن نحو إرادة “أبّا” أبيه”.
وتابع البابا معلقًا على موقف يسوع من الآب: “يعرف يسوع أن الآب هو دومًا معه (راجع يو 8، 29)؛ وأنه واحد معه (راجع يو 10، 30). يعرف أن موته يجب أن يكون “معمودية”، أي “غطاس” في محبة الله (راجع لو 12، 50)، ويذهب لملاقاته وملؤه ثقة بأن الآب سيحقق فيه النبوءة القديمة التي سمعناها اليوم في القراءة الأولى: “بَعدَ يَومَينِ يُحْيينا وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا فنَحْيا أَمامَه” (هو 6، 2)”.
وقارن البابا موقف شعب العهد القديم بموقف يسوع من الآب. فشعب الله قد خان الثقة بمعونة الرب “بسبب عدم ثباته وسطحيته، وصولاً إلى استغلال الطيبة الإلهية”، “أما في شخص يسوع، فالمحبة نحو الله الآب تبلغ الكمال في الصدق والأصالة والأمانة”.
وأشار البابا إلى أننا كمؤمنين “قد ورثنا ثقة يسوع الفريدة هذه من خلال هبة الروح القدس للكنيسة، والتي دخلنا في شركتها من خلال سر العماد”.
وتابع الأب الأقدس: “يصبح “أنا” يسوع “نحن” جديد، “نحن” كنيسته هو، عندما يتم تسليمه إلى الذين صاروا جسده عبر المعمودية”.
وبالحديث عن مزمور القراءات (المزمور 41) قال بندكتس السادس عشر: ” يفسح المرنم المجال لأنين النفس، ولكن في محور وفي ختام نشيده الرائع، يضع لازمة مفعمة ثقة: “لِماذا تَكتَئِبينَ يا نَفْسي وعلَيَّ تنوحين؟ إِرتَجي اللهَ فإِنِّي سأَعودُ أَحمَدُه وهو خَلاصُ وَجْهي وإلهي” (6).
وشرح قائلاً: “على ضوء المسيح وسره الفصحي، تكشف هذه الكلمات كل حقيقتها الرائعة: ولا حتى الموت يستطيع أن يبطل رجاء المؤمن، لأن المسيح دخل لأجلنا في مقدس السماء، ويريد أن يقودنا إلى هناك، بعد أن يكون قد أعد لنا مكانًا (راجع يو 14، 1- 3)”.