البابا يتحدث عن ماهية الحياة الأبدية
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 10 مارس 2008 (Zenit.org). – الحياة الأبدية ليست حياة بيولوجية خالدة بل هي أمر أعمق من ذلك. هذا ما صرح به قداسة البابا خلال القداس الإلهي في مركز الشبيبة العالمي سان لورنسو.
ولكي يفهم الشبيبة قصده دعاهم البابا إلى أن يتخيلوا لو أن الطب تمكن من إيجاد الوصفة الطبية ضد الموت، وصفة الخلود، وقال: “حتى في هذا الحال، نحن في صدد دواء يدخل في إطار المحيط الحيوي، وهو دواء مفيد بكل تأكيد لحياتنا الروحية والبشرية، إلا أنه يبقى بحد ذاته دواءً منغلقًا في إطار هذا المحيط الحيوي”.
هذا وأشار البابا إلى أن “العلم كله إنما هو صراع واحد كبير من أجل الحياة؛ وبوجه خصوص الطب”، ففي نهاية المطاف، الطب هو “سعي إلى الخلود” ولكن السؤال في إنجيل قيامة العازر هو: “هل يمكننا أن نجد دواءً يضمن لنا الخلود؟”
ولفت البابا إلى أنه من السهل أن نتخيل ما قد يحصل لو كانت حياة الإنسان البيولوجية بلا نهاية، لو كانت خالدة: “لَكُنّا وجدنا أنفسنا في عالم عجوز، عالم مليء بالعجائز، عالم لا يفسح مجالًا للشباب، لا يترك فسحة لتجدد الحياة”.
وعليه استخلص الأب الأقدس: “ليس هذا نوع الخلود الذي نتوق إليه؛ ليست هذه إمكانية الارتواء من نبع الحياة الذي نتشوق إليه”.
ثم أضاف: “وفي هذه الحال، نفهم من ناحية أننا لا نستطيع أن نرجو امتدادًا لامتناهيًا للحياة البيولوجية، ومع ذلك، من ناحية أخرى، نتوق إلى الشرب من نبع الحياة بالذات لكي نتنعم بحياة لا تنتهي، في هذه الحالة بالذات يتدخل الرب ويخاطبنا في الإنجيل قائلاً: “أنا القيامة والحياة. من يؤمن بي وإن مات فسيحيا؛ ومن يعيش ويؤمن بي، فلن يموت أبدًا””.
وشرح البابا أن الشرب من نبع الحياة يعني الدخول “في شركة مع هذا الحب اللامتناهي الذي هو نبع الحياة”.
“باللقاء مع يسوع، ندخل في اتصال، لا بل في شركة، مع الحياة عينها ونتجاوز عتبة الموت، لأننا على اتصال بالحياة الحقيقية، ما وراء الحياة البيولوجية”.