الأب لومباردي يحلل التوترات في جنوب اميركا
حاضرة الفاتيكان، 11 مارس 2008 (Zenit.org) – ليس هنالك من خاسر عندما تستعمل الوسائل السلمية لحل النزاعات، حسبما قال الناطق باسم الفاتيكان بعد أزمة دامت أسبوعا في جنوب اميركا وأثارت مخاوف الحرب.
الأب اليسوعي فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي حلل النزاع في القسم الأخير من البرنامج الأسبوعي “أوكتافا دييس” الذي يعرض على شاشة تلفزيون الفاتيكان.
وقال الناطق باسم الفاتيكان أن “التوترات الخطيرة” التي حصلت بعدما شنت كولومبيا غارة عبر الحدود على مخيم لقوات كولومبيا الثورية المسلحة والذي يقع ضمن حدود الاكوادور، تدعو للتنبه من “المخاطر التي تهدد السلم في القارة الأميركية.”
وبعد الغارة، قطع كلّ من فنزويلا و الاكوادور علاقاته الدبلوماسية مع كولومبيا لانتهاكها سيادة الاكوادور وبعث كل منهما جنودا الى الحدود. كما قطع رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا العلاقات مع كولومبيا تضامنا مع الاكوادور.
ووافق يوم الجمعة رئيسا الاكوادور وفنزويلا، رفاييل كورييا و هوغو تشافس على قبول اعتذار من نظيرهما الكولومبي ألبارو أوريبي. وكان قادة جنوب أميركا يحضرون قمة اقليمية تم التخطيط لها مسبقا.
ووصف الأب لومباردي التهديدات “بالواقعية والخطيرة” اذ “تنتقل بسهولة من القول الى الفعل باستعمال الأسلحة ونشر الجند.”
وقال: “علاوة على ذلك، بامكان الأزمة أن تتوسع لتصبح اقليمية كما تظهر العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت بين نيكاراغوا وكولومبيا في الأيام الأخيرة.”
وقال الناطق باسم الفاتيكان: “ما من شيء يضيع في السلم ولكن كل شيء يضيع في الحرب. ان الصراعات تغذي البغض، لاعقلانية القومية، وتسبب حواجز وانقسامات عميقة وتحدث الموت والمعاناة المنافية للعقل للكثير من الأشخاص الأبرياء كما تعكر أحوال الشعوب الداخلية بإلحاق الضرر بالحياة المنظمة وممارسة الحقوق الطبيعية.
وأضاف:”حتى ولو أخذنا بعين الاعتبار بدقة تعقيدات الوضع والمصالح المتشابكة فمن الضروري جداً ايجاد حلول عن طريق التفاوض والوساطة الدبلوماسية.”
وقال الأب لومباردي: “لحسن الحظ، تظهر التقارير الأخيرة امكانية السلم والأمل. ولكن السلم الحقيقي هو دوما ثمرة العمل الصبور والعميق.”
كما قال أن هيئة الأساقفة في البلدان المعنية ترفع صوتها بحق لأجل السلم وأن رؤساء المجالس الأسقفية في المنطقة دعوا “الكل، بدءا من قادة البلدان، للالتزام من أجل البحث عن حلول عقلانية وسلمية للنزاعات.”
يوم الجمعة، دعا مجلس اساقفة أمريكا اللاتينية البلدان المعنية “لنبذ خيارات العنف والكلام الجارح والمقسِّم، مشجعين على ايجاد حلول تعزز السلم والتآلف.”
وتابع الأساقفة: “علينا جميعاً، بمقتضى مسؤولياتنا وعملنا أن نؤدي دورنا في ضمان وقف هذا النزاع عند حده ومنعه من أن يسوء ويؤثر في الأمم التي هي بحاجة ماسة لتوحيد وعدالة اجتماعية أكبر والتي كانت دوما موحدة عبر تكوينها التاريخي بروابط ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية وثيقة.”
وكرر الأب لومباردي رسالة الأساقفة: “ونأمل في قارة حيث المعتقد المسيحي قديم وعميق جدا وحيث يعتبر الشعوب أنفسهم اخوة بسبب روابطهم العديدة، أن تُسمع هذه النداءات. كما أن التضامن الروحي وصلاة الكنيسة جمعاء متحدان معهم.”
وأضاف: “ان الكنيسة تضع دوما السلم بين الشعوب ضمن تطلعاتها السامية والمدركة.”