بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 17 مارس 2008 (Zenit.org). – “لا يأتي يسوع مدمّرًا؛ لا يأتي بسيف الثوريّ. بل يأتي بعطية الشفاء”، هذا ما قاله البابا معلقًا على دخول يسوع إلى أورشليم.
فقد أشار الأب الأقدس في عظة عيد الشعانين التي تمحورت حول دخول يسوع إلى أورشليم إلى بعدين مترابطين يذكرهما القديس متى ويلبس كلاهما”طابعًا نبويًا” إذ يوضحان لنا مرة أخرى إرادة يسوع: إرادة الشفاء، والقلب المنفتح كقلب الطفل على تمجيد الله ورؤيته.
فبعد أن تكلم يسوع بشأن “بيت الصلاة للشعوب كافة”، يخبرنا متى الإنجيلي أن يسوع قام بعدة أشفية إذ “دنا منه عميٌ وعرجٌ فشفاهم”.
ومن ثم يقول متى أن أطفالاً بدأوا يرددون في الهيكل الهتاف الذي أطلقه الحجاج عند مشارف المدينة: “هوشعنا لابن داود” (متى 21، 14+). يواجه يسوع الاتجار بالحيوانات والمعاملات المالية بطيبته الشافية و “هذه الطيبة هي التطهير الحق للهيكل”.
وأوضح البابا أن يسوع في دخوله إلى أورشليم “لا يأتي مدمّرًا؛ لا يأتي بسيف الثوريّ. بل يأتي بعطية الشفاء” ويهتم بأولئك الذين ترمي بهم عاهاتهم على هامش حياتهم وهامش المجتمع.
“يبين يسوع الله إلهًا يحب، وقدرة الله كقدرة المحبة. ويقول لنا هكذا ما سيشكل إلى الأبد جزءًا من العبادة الحقة نحو الله: الشفاء، الخدمة، الطيبة التي تشفي”.
ثم البابا توقف البابا على الأطفال الذين يكرمون يسوع كابن داود ويهتفون هوشعنا. وذكر أن يسوع كان يقول لتلاميذه أنه، للدخول في ملكوت الله، عليهم أن يصيروا مثل أطفال.
“وهو بالذات، رغم أنه يغمر العالم بأسره، صار طفلاً لكي يأتي نحونا، ولكي يوجهنا نحو الله”، وختم قائلاً: “للتعرف على الله، يترتب علينا أن نعتزل الكبرياء الذي يعمينا، والذي يريد أن يبعدنا عن الله، كما لو كان الله منافسنا. للّقاء بالله يجب علينا أن نصبح قادرين على الرؤية عبر القلب. علينا أن نتعلم أن نرى عبر قلب شاب لا تعيقه الأحكام المسبقة ولا تعميه المصالح. وهكذا، في الأطفال الذي يتعرفون عليه بقلب حر ومنفتح، رأت الكنيسة صورة مؤمني كل العصور، صورتها بالذات”.