بقلم روبير شعيب
بكركي،الأحد، 23 مارس 2008 (Zenit.org). – توقف البطريرك صفير في عظة الفصح على آنية خلاص الله لنا في التاريخ مشيرًا أن الله وحده قادر أن ينقذنا من “هذه الحيرة التي تتأكّلنا”، ومن “هذا الضياع الذي يشكوه معظم الناس في مجتمعنا”، فهو وحده “الطريق والحق والحياة”. ولكن الله – تابع البطريرك – “وان كان شفوقا رحيما غفورا، فهو يطلب منا على الأقل، أن نجدّد ايماننا به، ونثق بعنايته الألهية. وهو قد رسم لنا الطريق الذي يجب أن نسلكه لندرك ما وعدنا به من خلاص”.
كما ولفت إلى أن حالة التشرذم التي نعيشها والتي تباعد بيننا لا تحمل على التفاؤل، لا بل على العكس من ذلك، انه تحمل على التشاؤم. “ولكننا على الرغم من هذا الجوّ الملبدّ بالغيوم السوداء، لا يمكننا أن نقطع الأمل. فالبلد بلدنا، وان ذهبنا وتوطنّا بلدان الناس، وأصبنا فيها بعض النجاح”.
واعتبر أن الفرقة القائمة بين أبناء الوطن الواحد “ليست بعلامة عافية” وأن “الإصرار على تجاهل هذه الفئة، الفئة الأخرى من المواطنين، لا تقود الى الإلفة والمحبة” وأيضًا “هذا التنافس الأعمى للظفر بحكم البلد بين هذا الفريق وذاك، للتحكّم به، لا يوصل الى الطمأنينة والازدهار، وهذا السعي الحثيث للاستيلاء على مفاصل البلد، والاستئثار بها دونما نظر الى سائر الناس، لا يُشعر بالراحة والاطمئنان”.
ودعا البطريرك اللبنانيين إلى الاعتبار ببلدان أخرى “ساهمت في اعمارها عقول أبنائنا وأياديهم، فيما بلدنا متروك للتراجع والتقهقر”.
ودعا صفير اللبنانيين إلى تناسي المصالح الأنانية والى “الاستماع إلى صوت الضمير، وليس الى وساوس من يظنون انها تُكسبهم ما ليس باستطاعتهم أن يكتسبوه بالطرق المشروعة”، وإلى الاتعاظ بمثال دول حولت الصحارى إلى جنائن غناء “فيما نحن جعلنا من الحدائق الغنّاء عندنا شبه صحارى. نقول هذا، لعلّنا ندرك ما صرنا اليه من سوء حال”.