روما، الاثنين 31 مارس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والثلاثين من مارس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
البعد الشخصي للغفران
لمّا كانت الخطيّة، وبالرغم من كل الروابط التي تجمعنا بالجماعة البشرية هي في النهاية مسألة شخصية تماماً، كذا تعافينا بنيل الغفران يجب أن يكون أمراً شخصياً تماماً. فالله لا يعاملنا كجزء من مجموعة. فهو يعرف كل واحد منّا، ويدعونا باسمنا ويخلصنا متى سقطنا في الخطيئة. وحتى وإن كان الله يتوجه في الأسرار كافة إلى الشخص باعتباره فرداً، فإن الطبيعة المشخصنة للحياة المسيحية تتجلى بطريقة واضحة ومميزة في سرّ التوبة. ما يعني أن الإعتراف الشخصي والغفران المُعطى لهذا الشخص بالذات يشكلان عناصر مكوّنة لهذا السرّ… وطبعاً، قد يبدو الإعتراف بالخطيئة عبئاً ثقيلاً على الشخص الذي يقدم عليه باعتبار أنه يحطّ من كبريائه ويضعه في مواجهة فقره وضعفه. ولكن هذا هو ما نحتاج إليه: ولهذا السبب بالضبط نحن نتعذّب: لأننا ننغلق في وهم عدم ذنبنا وننغلق تالياً على الآخرين وعلى أي تعاطٍ معهم. في العلاجات النفسية، يُحمل الشخص على حمل عبء البوح العميق والخطير في غالبية الأحيان بمكنونات ذاته. أما في سرّ التوبة، فيجري الإعتراف بالذنب بثقة تامة بجودة الله الرحيمة. ومن الأهمية بمكان أن نفعل ذلك من دون الشعور بالريبة والتردّد، بروح الثقة الخاصة بأبناء الله. فبذلك يصبح الإعتراف خبرة تحرّر نتخلّص فيها من عبء الماضي الذي يثقل حياتنا فنشعر بالتجدد بشفاعة نعمة الله التي تمنحنا في كل حين نضارة القلب.