روما، الأربعاء 19 مارس 2008 (zenit.org). – احتفل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال ترشيسيو برتوني لمراسيم دفن كيارا لوبيك، في بازيليك القديس بولس خارج الأاسوار التي امتلات بآلاف المؤمنين.

 وقال برتوني إن كيارا لوبيك تميزت بالصمت والتواضع، مقدمة ذاتها كلياً لإضرام محبة الله في القلوب. ووضف حياة المؤسسة قائلاً إنها أنشودة محبة لله.

 شارك الاب الأقدس روحياً في القداس، من خلال رسالة تمت قراءتها خلال العظة، وفيها شكر بندكتس السادس عشر الرب على العطية التي قدمها للكنيسة، لوبيك التي اشعت إيماناً، وكانت رسولة الرجاء والسلام.

 بعد الاحتفال، تحدث رئيس اساقفة براغ، الكاردينال ميلوسلاف فيلك من أصدقاء حركة الفوكولاري، الى h2onews.org عن لقائه بلوبيك، قائلاً إن لقاءه بها عام 1964 كان "دون مبالغة، أفضل هدية قدمها الله والروح القدس لي".

 أما الاسقف الأنغليكاني روبين سميث، ممثل رئيس اساقفة كانتبوري، فوصف لوبيك بأنها إحدى أهم شخصيات هذا القرن، قائلاً إنها "كانت حاملة لوحدة الشعب المسيحي في العالم حتى النهاية. كانت مميزة ليس فقط في الكنيسة الكاثوليكية وإنما في الكنيسة الجامعة أيضاً."

رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي الخامس والأربعين للصلاة من أجل الدعوات 2008 (1)

الفاتيكان، الثلاثاء 18 مارس 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الرسالة التي وجهها قداسة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي الخامس والأربعين للصلاة من أجل الدعوات، التي سيحتفل بها في 13 أبريل 2008 بعنوان “الدعوات في خدمة الكنيسة-الرسالة”.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

1. بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، الذي سيحتفل به في 13 أبريل 2008، اخترت موضوع الدعوات في خدمة الكنيسة-الرسالة. أّوْكَلَ يسوعُ القائمُ من الموت الرسلَ بهذه الوصية: “اذهبوا وتلمذوا كل الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى 28، 19)، مؤكدًا: “هاءنذا معكم طول الأيام حتى انقضاء الدهر” (متى 28، 20). الكنيسة إرسالية بكليتها وفي كل عضو من أعضائها.

مع أن كل مسيحي مدعو إلى الشهادة وإلى إعلان الإنجيل بفضل سري المعمودية والتثبيت، فالبُعد الإرسالي يرتبط بشكل خاص وحميم بالدعوة الكهنوتية. في العهد مع إسرائيل، سلّم الله لبشر مختارين دعاهم وأرسلهم إلى شعبه باسمه وحملهم رسالةَ أن يكونوا أنبياء وكهنة.

هذا ما فعله، على سبيل المثال، مع موسى: “إذهب الآن – قال له يهوه – ها أنا أرسلك إلى فرعون. أخرج شعبي من مصر… وبعدما تخرج الشعب من مصر، اخدموا الرب في هذا الجبل” (خر 3، 10 – 12). وجرى الأمر نفسه مع الأنبياء.

2. إن الوعود التي وعد بها الله الآباء قد تحققت في المسيح يسوع. يقول في هذا الصدد المجمع الفاتيكاني الثاني: “لقد جاء الابن، مرسَلاً من الآب، الذي سبق واختارنا قبل أساسات العالم وأعدنا لتبني الأبناء… لذا، ولكي يحقق مشيئة الله، بدأ يسوع ملكوت الله على الأرض وكشف لنا عن سره، وبطاعته أتمّ الخلاص” ( نور الأمم 3).

بينما كان يعظ في الجليل خلال حياته العامة ، اختار يسوع التلاميذ كمعاونين مقربين في خدمته المسيحانية. على سبيل المثال، بمناسبة تكثير الأرغفة، عندما قال للرسل: “أعطوهم أنتم ليأكلوا” (متى 14، 16)، دافعًا إياهم بذلك إلى الاعتناء بحاجات الجمع الذي كان يريد أن يقدم لهم الخبز ليشبعهم، ولكن أيضًا أن يكشف عن الطعام “الذي يبقى للحياة الأبدية” (يو 6، 27).

لقد تحرّكَ شفقةً نحو الناس، لأنه بينما كان يمر في المدن والقرى، كان يلتقي بجموع تعبة ومنهوكة القوى “كخراف لا راعي لها” (راجع متى 9، 36).

من نظرة الحب هذه كانت تنطلق دعوته إلى التلاميذ: “اطلبوا إذَا من رب الحصاد أن يرسل عملة لحصاده" (متى 9، 38)، وأرسل الاثني عشر أولاً “إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل”، بتعليمات دقيقة. إذا ما توقفنا متأملين بهذه الصفحة من إنجيل متى، التي تُعرف عادةً بـ “الخطاب الإرسالي”، نجد كل تلك الأبعاد التي تميز العمل الإرسالي لجماعة مسيحية تريد أن تبقى أمينة لمثال وتعليم يسوع.

فالإجابة على دعوة الرب تعني مواجهة كل المخاطر وحتى الاضطهاد بفطنة وبساطة، لأن “ما من تلميذ أعظم من معلمه، وما من خادم أعظم من سيده” (متى 10، 24). وباتحادهم بالمعلم، لا يقوم التلاميذ وحدهم بالتبشير بملكوت الله، بل هو يسوع عينه الذي يعمل فيهم: “من قبلكم قبلني، ومن قبلي قبل الذي أرسلني” (متى 10، 40). إضافة إلى ذلك، كشهود حقيقيين “لبسوا القوة من العلاء” (لو 24، 49)، يعلن التلاميذ “التوبة وغفران الخطايا” (لو 24، 47) لكل الأمم.

3. وبصفتهم مرسلين من قِبل الرب، يأخذ الإثنا عشر اسم “رسل”، ودورهم هو السير في دروب العالم معلنين الإنجيل كشهود لموت وقيامة المسيح. يكتب القديس بولس إلى مسيحيي كورنثس: “نحن – أي الرسل – نبشر بالمسيح مصلوبًا” (1 كور 1، 23).