إن الله بالذات هو حوار حب أزلي، ولهذا السبب فقط يمكننا أن نخاطب وأن تتم مخاطبتنا. فقط لأنه علاقة يمكننا أن نقيم علاقة معه؛ فقط لأنه محبة يمكنه أن يحِب وأن يحَب بالمقابل. وفقط لأنه ثالوث يمكنه أن يكون حبة الحنطة التي تموت وتعطي خبز الحياة الأبدية. في المقام الأخير، إن عيد جسد الرب هو وجه من مختلف وجوه الحب، في ما هو وفي ما يفعل. يقول توما الأكويني بشكل رائع في أحد أناشيد عيد جسد الرب: “nec sumptus consumitur” – الحب لا يفنى: بل هو يعطي، وإذ يعطي يتلقى. وإذ يعطي نفسه فهو لا يفنى بل يجدد نفسه. وبما أن عيد جسد الرب هو اعتراف إيمان بالحب، من اللائق بأن يتم التركيز في هذا النهار على سر التحول الجوهري. الحب هو تحول جوهري، هو تغيير. يقول لنا عيد جسد الرب: نعم، الحب موجود، وبالتالي هناك تحول، هناك رجاء. والرجاء يمنحنا قوة العيش ومواجهة العالم. لربما كان جيدًا أننا اختبرنا بعض الشكوك حول معنى الاحتفال بعيد جسد الرب، فهذه الشكوك أدت بنا إلى إعادة اكتشاف هذا العيد، الذي نحتاجه اليوم أكثر من ذي قبل.
Help us mantain ZENIT
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير