مجمع خلقيدونيا وأثره على الكنيسة والشعب الأرمنيي (10)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أثر خلقيدونيا على الليتورجيّا الأرمنيّة

بقلم الأب الياس جانجي

الفاتيكان، الخميس 2 أبريل 2008 (Zenit.org). – ننظر أخيرًا في تأثير مجمع خلقيدونيا على الليتورجية الأرمنية.

 

3ـ 6. أثر خلقيدونيا على الليتورجيّا الأرمنيّة

نشأت الليتورجيّا الحاليّة للكنيسة الأرمنية بدءاً من القرنين الرابع والخامس، فكتاب القداس وكتاب الطقوس أخذ شكلهما النهائي في القرن العاشر. لكن كتابي الصلوات والتراتيل اكتملا وزُينا بأناشيد وألحان وتراتيل جديدة حتى القرن الخامس عشر، وسأتحدث الآن عن القسم الذي يضم المشاكل الخلقيدونيّة فقط. تتلخص العقيدة المسيحانية للكنيسة الأرمنية في إعلان الإيمان الأورثوذكسي “القويم” على النحو التالي: «إننا نؤمن بالله الكلمة اللامخلوق، المولود والصادر عن الآب قبل الأزل، فهو ليس بعده وليس أحدث منه، لكن كما أن الآب هو آب هكذا يكون الابن معه ابناً» . جاء ابن الله، الكلمة الكائن منذ البدء، إلى العالم ليخلص الناس من الشر والخطيئة والموت. فمن مريم العذراء «اتّخذ جسداً ونفساً وعقلاً وكل ما في الإنسان، ما عدا الخطيئة، فصار الإله الكامل إنساناً كاملاً، لا افتراضاً بل حقاً» . «نؤمن بأن الله الابن، أحد الأقانيم الثلاثة، ولد من الآب قبل كل الدهور، وبأنه لما نزل إلى مريم العذراء في الزمن واتخذ دمها وحده بلاهوته. تسعة أشهر بقي صابراً في رحم العذراء الطاهرة، فصار الإله الكامل إنساناً كاملاً بنفس وعقل وجسد. فهو شخص واحد ووجه واحد وطبيعة واحدة متحدة. صار الله بشراً بلا تغيير أو تحول، حبل به بلا زرع وكانت ولادته بلا فساد. كما أن لا بد للاهوته هكذا لا نهاية لناسوته، وكما أن يسوع المسيح كان في الأمس وهو في اليوم فسيبقى هو هو إلى الأبد» .

كما إن أناشيد الكنيسة الأرمنية تُعلن بتكرار صيغة “الوحدة غير الموصوفة”، وتشدد على أن المسيح من خلال الوحدة كان إلهاً كاملاً وفي الوقت عينه إنساناً كاملاً. «إننا نتوسل إليك يا ابن الآب السرمدي الذي وُلدت من العذراء بكونك بالطبيعة الإله والإنسان، المخلوق الأول فارحمنا» . «ظهر خالق السماء والأرض، بكونه إلهاً وإنساناً، في مجاري نهر الأردن، فجسده اتّحد باللاهوت وغسل العالم من الخطايا. فمّجده إلى الأبد» . «إن الكلمة الذي لا بدء له عندما ابتدأ من العذراء ظهر بالجسد في العالم ورآه رسل كلمة الحق وأعلن نفسه للمسكونة إلهٌ وإنسان» .

كما أن الكنيسة الأرمنيّة استخدمت لقرون عديدة نشيداً يدين مجمع خلقيدونيا ورسالة لاون وكان يتلى خلال الاحتفالات الطقسية وخلال أعياد الآباء في الكنيسة. لكنه حذف أثناء محاولات الإصلاح بين الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة والكنيسة الأم ، إلا أنه يوجد بعض الإبسالات في طقوس وضع اليد نأمل أن تحذف في المستقبل من أجل تسهيل العلاقات المسكونية. يقول هذا النشيد: «أيها البرعم الجميل النابت من جديد من جذور الآباء القديسين، يا زهرة الإيمان، وشاهداً عظيماً للمسيح، يا ديوسقوروس القديس، إنك في مخالفتك المجمع غير الشرعي أبسلت لاون وكتابه الكفري» . هكذا كانت الليتورجيا الأرمنية تعبيراً عن عقائد كنيستها أداة سهلة في نشر التعليم الكنسي بين الشعب، وذلك عن طريق التراتيل والصلوات التي كانت تحمل في معظم الأحوال دلالات على التعليم العقائدي داخل الكنيسة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير