بكركي، الأحد 12 أبريل 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي عظة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك الكنيسة المارونية، بمناسبة عيد الفصح، بعنوان: “أذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني صاعد الى ربي وابيكم الهي والهكم”،
“قيامة السيد المسيح من رقدة الموت هي الاعجوبة والبرهان الاكبر على أنه رب الموت والقيامة. وهذا ما كان أشار اليه غير مرة في انجيله المقدس، عندما قال: “اهدموا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام”. فظن سامعوه أنه يتحدث عن هيكل اورشليم، فقالوا له:”بني هذا الهيكل في ست وأربعين سنة، وتقيمه أنت في ثلاثة أيام؟ أما هم فلم يعرفوا انه كان يتكلم عن هيكل جسده”. والسيد المسيح هو من أقام من الموت ابنة يائيروس، رئيس مجمع اليهود، بعد ان كانت فارقت الحياة، فدخل البيت هو وأبو الصبية وامها، “وأمسك بيدها وقال لها: “ايتها الصبية لك أقول: قومي”. وفي الحال نهضت الصبية وأخذت تمشي، وكانت في الثانية عشرة من عمرها، ودهش الحاضرون دهشة عظيمة”.
اجترح السيد المسيح هذه الاعجوبة ليفهمنا أنه هو سيد الحياة والموت كما قال:”وحاولت مريم المجدلية أن تمسك بيده، فقال لها: “لا تمسكي بي لأني لم أصعد بعد الى الاب. وأضاف: “بل اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:”اني صاعد الى ابي وأبيكم، والهي والهكم”.
قيامة السيد المسيح من بين الاموات هي عربون قيامتنا نحن من رقدة التراب، وهذا ما شرحه بولس الرسول بقوله:”ان الموت كان بواسطة انسان، فبواسطة انسان أيضا تكون القيامة، فكما أنه في آدم يموت الجميع، كذلك في المسيح سيحيا الجميع”.
فالمسيح هو من فتح لنا طريق القيامة من الموت، والخلود. وقد أوضح بولس الرسول هذه الفكرة بقوله أيضا:”ما من أحد يحيا لنفسه، وما من أحد يموت لنفسه. فان نحي فللرب نحيا، وان نمت فللرب نموت. اذا فان نحي وان نمت، فنحن للرب”.
وعلينا ألا ننسى ما يقوله هذا القديس أيضا، وهو “ان الموت دخل على العالم بالخطيئة” ولولا الخطيئة لما كان هناك من موت. لذلك علينا أن نتفهم شر الخطيئة، ونتجنبها بالقوة التي نستمدها من الله.
وفوق اجتناب الخطيئة، على المؤمن أن يسعى الى الخير جهده، فينشر حوله المحبة والسلام، ولكن ما نرى عندنا، وفي العالم اليوم، هو نقيض ما علم السيد المسيح. فالحروب منتشرة في معظم البلدان في منطقتنا، وما من أحد يمكنه أن يتناسى ما حدث ويحدث في العراق، وفي فلسطين، وغيرهما من البلدان. وهل بامكاننا ان ننسى ما جرى عندنا من اغتيالات ذهبت بعدد لا يستهان به من خيرة مواطنينا؟ وهذا ما أورثنا هذا الوضع الذري الذي نعيش فيه.
وقد جاءت الانتخابات المقبلة لتزيد في شرذمة الصفوف، واذكاء حدة التنافس، فيما الانتخابات تجري عند غيرنا من البلدان الراقية في هدوء وسكينة، ولا تقضي أكثر من أن يلقي كل مواطن بورقته في صندوقة الاقتراع، وهو ذاهب الى عمله. فيختارمن يختار، دون اغراء او تهديد أو وعيد.
انا نسأل الله ان تجري هذه الانتخابات في جو من الهدوء فيبرهن اللبنانيون على أنهم أصبحوا على قدر كبير من المسؤولية، وأن يعيد عليكم جميعا، وفي مقدمكم فخامة الرئيس، أعيادا عديدة ملؤها الخير والبركة”.