الفاتيكان، الاثنين 20 أبريل 2009 (zenit.org). – في كلمته خلال المقابلة العامة يوم الأربعاء أبريل تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن معنى الفصح فقال: "هذا العام أيضاً، بمناسبة الفصح، ينتشر صدى البشرى السارة: يسوع المائت على الصليب، قام، ويحيا بالمجد لأنه انتصر على سلطان الموت، جعل للانسان شراكة حياة جديدة مع الله وفي الله. هذا هو انتصار الفصح، خلاصنا!"
وبعد أن أشار البابا الى "الفرح الروحي " الذي ينبع من اليقين بأن المسيح بموته وقيامته، انتصر على الشر وعلى الموت"، قال البابا بأن سر الفصح يشمل وجودنا بكامله، مشيراً الى أن هذا الزنت الليتورجي يقدم لنا الكثير من القراءات البيبلية التي تشجع على التأمل بمعنى وأهمية الفصح. وقال البابا إنه من الأهمية في حياتنا وشهادتنا المسيحية أن نعلن عن قيامة يسوع الناصري كحدث واقعي وتاريخي أكده شهود كثيرون. وأسف البابا لسعي العديد من الأشخاص في زمننا الحاضر إلى نكران تاريخية قيامة المسيح ويصفون الرواية الإنجيلية بالأسطورة. القيامة بالتأكيد لم تكن بالنسبة ليسوع، العودة الى الحياة السابقة. القيامة تظهر ببعد جديد: لإنها العبور الى بعد عميق للحياة، يطال العائلة البشرية كلها، والتاريخ والكون...إن قيامة المسيح هي أساس الرجاء وتنير مسيرة حجنا الأرضي، بما فيه أحجية الألم والموت. الإيمان بالمسيح المصلوب والقائم هي قلب الرسالة الانجيلية، ونواة قانون ايماننا."
واستشهد الاب الاقدس بمقطع من الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس (15، 3-8) حيث ينقل الرسول بولس ما تلقاه هو شخصياً الى الجماعة الرسولية عن موت قيامة الرب. ويوضح بولس بأن المسيح مات "لأجل خطايانا" "بحسب الكتب". عبارة "بحسب الكتب" تضع قيامة يسوع في علاقة مع تاريخ العهد بين الله وشعبه، وتفهمنا بأن موت ابن الله ينتمي الى تاريخ الخلاص. إن فهمنا لذلك مرتبط بعبارة بولس الثامنية: "مات لاجل خطايانا". بهذه الكلمات يعود بولس الى نبوءة اشعيا في نشيد خادم الرب الرابع. ويقول النشيد بأن خادم الله أخلى ذاته حتى الموت، وحمل خطايا كثيرين، المصالحة بين البشر واترابهم وبيم الله والبشر.: موته إذن هو موت يضع حداً للموت. إن درب الصليب توصل الى القيامة. ثم يتوقف بولس عند قيامة الرب... "قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب"، وهناك في ذلك عودة الى المزمور 16 في الآية 10: " لأَنَّكَ لن تَترُكَ في مَثْوى الأَمْواتِ نَفْسي ولَن تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرى الهوة".
هذا من نصوص العهد القديم التي استشهد بها غالباً المسيحيون الاوائل، للدلالة على الناحية المسيحيانية في يسوع. في اليوم الثالث بحسب التقليد اليهودي، يبدا الجسد بالفناء، وبالتالي فإن التكب تتم في يسوع الذي قام في اليوم الثالث قبل أن يفنى جسده. القديس بولس يشدد على ان انتصار المسيح على الموت يحصل من خلال قوة كلمة الله الخالقة. وهذه القدرة الالهية تنبع بالرجاء والفرح. في الفصح يظهر الله ذاته وقدرة المحبة الثالوثية التي تدحر قوى الموت والشر المدمرة". وختم البابا تعليمه حاثاً الحاضرين على السماح لبهاء الرب القائم بإنارتهم. فلسنقبله بإيمان ولنتبع إنجيله، كما فعل شهود القيامة. فلتساعدنا العذراء لننمي في داخلمت فرح الفصح، لنكون شهوداً للمحبة الالهية في كل ايام حياتنا"