البابا يتحدث عن القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 29 أبريل 2009 (Zenit.org). – تحدث البابا في تعليم الأربعاء اليوم عن بطريرك القسطنطينية جرمانوس الذي عاش بين القرنين السابع والثامن وعاصر أزمة الأيقونات فكان من المدافعين عن تكريمها. وأشار البابا أن اسمه يظهر بمهابة خاصة في اللائحة التي تضم أسماء المدافعين عن الأيقونات المقدسة، التي خلاها مجمع نيقيا الثاني، وهو المجمع المسكوني السابع.
واعترف الأب الأقدس أنه رغم أننا لا نستطيع، من الناحية اللاهوتية، أن نصنف جرمانوس كمفكر كبير، إلا أنه كان لبعض مؤلفاته صدى هامًا وخصوصًا بالنسبة لبعض الأفكار في اللاهوت المريمي. تم حفظ العديد من عظاته المريمية وطبعت بعضها عميقًا تقوى أجيال كثيرة من المؤمنين في الشرق والغرب.
وذكر البابا النص الذي يستشهد به بيوس الثاني عشر في الدستور الرسولي “ Munificentissimus Deus ” والذي بواسطته أعلن انتقال مريم كعقيدة إيمان. يعتبر البابا المذكور هذا النصر برهانًا لصالح إيمان الكنيسة المستمر في انتقال مريم بالجسد إلى السماء.
يكتب جرمانوس: “هل كان ممكنًا، يا أم الله الكلية القداسة، أن تشعر الأرض والسماء بفخر حضورك، وأنت، بانصرافك، تتركين البشر يفتقرون إلى حمايتك؟ حاشا! من المستحيل أن نفكر بهذه الأمور. بالواقع، كما أنه عندما كنت في العالم، لم تكوني لتشعري بأنك غريبة عن واقع السماء، كذلك بعد أن هاجرت هذا العالم لم تتغربي عن إمكانية التواصل بالروح مع البشر… لم تتخلي البتة عن أولئك الذين ضمنت لهم الخلاص… بالواقع، يحيا روحك أبدًا وجسدك لم يعرف فساد القبر”.
ويتابع: “أيتها الأم، أنت قريبة من الجميع وتحمين الجميع، ورغم أن عيوننا تعجز عن رؤيتك، إلا أننا نعرف، أيتها القديسة، أنك تقيمين في وسطنا جميعًا وأنك حاضرة بأشكال مختلفة… أنت (يا مريم) تكشفين عن ذاتك بالكامل، كما هو مكتوب، في كل إشعاع جمالك. إن جسدك البتولي، الكلي القداسة، الكلي الطهارة، هو بكليته مسكن الله، ولهذا هو أيضًا منزه عن كل رجوع إلى التراب. إنه لا يتغير، بما أن كل ما هو بشري قد ولج في عدم الفساد، ويبقى حيًا وممجدًا بالتمام، غير فاسد وشريك في الحياة الكاملة. بالواقع، كان مستحيلاً أن تبقى أسيرة قبر الموتى تلك التي صارت إناء الله وهيكل اللاهوت الابن الوحيد القدوس الحي. من ناحية أخرى، نحن نؤمن بثبات أنك تتابعين المسير معنا”.
ثم تساءل البابا عن آنية شخصية هذا القديس البعيد عنا زمنيًا وثقافيًا. واعتبر أن أهم ما يستطيع تقديمه لنا هو “نوع من جلاء ووضوح الله في العالم، وفي الكنيسة، والذي يجب أن نتعلم أن نحدسه”.
وشرح قائلاً: “لقد خلق الله الإنسان على صورته، ولكن هذه الصورة قد غطاها الكثير من وسخ الخطيئة، وبالتالي بات صعبًا أن يشع الله فيها. وهكذا صار ابن الله إنسانًا حقًا، صورة الله الكاملة: في المسيح يمكننا أن نتأمل وجه الله وأن نتعلم أن نكون بدورنا بشرًا حقيقيين، صورة الله الحقة. يدعونا المسيح إلى الاقتداء به، أن نضحي مشابهين له، لكي يظهر في كل إنسان وجه الله من جديد”.
وأضاف الأب الأقدس متطرقًا إلى موضوع الأيقونة: “بالواقع، كان الله قد منع في الوصايا العشر أن يتم صنع صور لله، ولكن هذا الأمر كان بسبب خطر عبادة الأوثان الذي كان المؤمن معرضًا له في إطار وثني”.
“ولكن – تابع البابا – عندما صار الله مرئيًا في المسيح من خلال التجسد، صار ممكنًا تصوير وجه المسيح. والصور المقدسة تعلمنا أن نرى الله في تصوير وجه المسيح. بعد تجسد ابن الله، صار ممكنًا أن نرى الله في صور المسيح وفي وجه القديسين، في وجه جميع البشر الذين تتجلى فيهم قداسة الله”.