بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 21 أغسطس 2009 (Zenit.org). – يلتقي بندكتس السادس عشر بتلاميذه القدامى للتعمق سوية في فهم رسالة الكنيسة في عالم اليوم كيفية تطبيع العلاقات مع الأديان الأخرى.
يمتد اللقاء من 28 وحتى 31 من الجاري في مركز مدينة مريم (ماريابوليس) في كاستل غاندولفو.
بدأ أستاذ اللاهوت، يوسف راتزنجر هذه اللقاءات في عام 1971 مع تلاميذه القدامى عندما كان أستاذًا للاهوت في جامعة ريغينسبورغ في ألمانيا. ومنذ ذلك التاريخ يجتمع ما يعرف بـ ” Ratzinger Schülerkreis ” في الصيف لمعالجة مختلف المسائل والموضوعات الآنية من وجهة نظر لاهوتية. واعتلاء راتزنجر السدة البطرسية في عام 2005 لم يحل دون استمرار هذا التقليد.
في عام 2005 تم الحديث عن العلاقة مع الإسلام؛ في عامي 2006 و2007 تطرأ الحديث إلى نظريات التطور، بينما كان موضوع عام 2008، غداة نشر المجلد الأول من مؤلف البابا “يسوع الناصري”، العلاقة بين الأناجيل ويسوع التاريخ.
ومنذ اعتلاء البابا السدة البطرسية، بدأت هذه اللقاءات تعقد على أبواب مغلقة في القصر الرسولي في كاستل غاندولفو حيث يقضي البابا فترة الصيف.
يتمحور اللقاء المقبل حول مداخلتين أساسيتين. الاولى أوكلت إلى البروفسور بيتير بييرهاوس، وهو بروتستانتي وأستاذ متقاعد للاهوت المسكوني في كلية اللاهوت الإنجيلية في توبينغن؛ بينما أوكلت المداخلة الثانية للأستاذ هاينس بوركلي، اللاهوتي الإنجيلي المرتد إلى الكاثوليكية، وهو أستاذ متقاعد في جامعة لودفيك ماكسيميليان.
تلي المداخلات أسئلة وتعليقات للبابا الذي سيترأس القداس الختامي في 31 أغسطس.
ويبلغ عدد المشاركين، من لاهوتيين وفلاسفة، نحو 30 مشتركًا، ومن بينهم الكاردينال كريستوفر شونبورن، رئيس أساقفة فيينا.
وتعالج ” Ratzinger Schülerkreis ” هذا العام موضوعًا شائكًا يطرح مسألة المخلص الأوحد، يسوع المسيح، وكنيسته، في زمن الحوار المسكوني وبين الأديان.
في مقابلة له مع جريدة ” Le Figaro ” في عام 2001، لاحظ الكاريدنال راتزنغر أن تعبير “الرسالة” هو تعبير يساء فهمه كثيرًا في زمننا، لأن البعض يظنون أن الرسالة والتبشير هو مرادف لتدمير الثقافات وفرض الثقافة الغربية.
ويلاحظ الكاردينال: “الوقائع التاريخية تخالف هذا الحكم المسبق: فنحن نعرف أن المرسلين المسيحيين، في إفريقيا، آسيا، وأميركا اللاتينية، كانوا غالبًا مدافعين عن الكرامة الإنسانية”.
“لقد قام هؤلاء المرسلون بتخليص وصيانة القسم الكبير من الثقافات القديمة، من خلال حفظ اللغات الأصلية، وكتابة القواميس والقواعد اللغوية. وكانوا عونًا كبيرًا لهذه الثورة التي نشأت من خلال اللقاء الخصب بين أوروبا وهذه الشعوب، فساهموا في انثقاف المسيحية في هذه الحضارات”.
هذا وإن مجمع عقيدة الإيمان قد نشر في عام 2007 مذكرة عقائدية توضح الترابط والعلاقة الدقيقة القائمة بين تبشير الإنجيل دون القيام بعمل تحريض غير ملائم على اعتناق المسيحية.
وتشرح الوثيقة الصادرة في 3 ديسمبر 2007، والتي صادق عليها البابا بندكتس السادس عشر، أن كل عمل تقوم به الكنسية “يحمل طابعًا تبشيريًا جوهريًا، ولا يجب أن ينفصل هذا الأخير عن الالتزام في مساعدة الجميع على لقاء المسيح في الإيمان، الذي هو الهدف الأول من التبشير”.