روما، الاثنين 24 أغسطس 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمات التي ألقاها بندكتس السادس عشر خلال صلاة التبشير الملائكي من مقره الصيفي في كاستل غاندولفو، بمناسبة عيد انتقال العذراء في 15 أغسطس.
إخوتي وأخواتي الأعزاء،
في منتصف شهر أغسطس، زمن العطلات للكثير من العائلات ولي أيضاً، تحتفل الكنيسة بعيد انتقال الطوباوية مريم العذراء. إنها مناسبة رائعة للتأمل في معنى وجودنا بمساعدة ليتورجيا اليوم التي تدعونا إلى العيش في هذا العالم موجهين أنظارنا نحو الخيرات الأبدية لمشاركة مجد مريم وفرح والدتنا. فلننظر إذاً إلى سيدتنا، نجمة الرجاء، التي تنير دروبنا الأرضية، متبعين مثال القديسين والقديسات الذين التجأوا إليها في كل الظروف. أنتم تعلمون أننا نحتفل بالسنة الكهنوتية في ذكرى خوري آرس القديس. هنا أود أن أقتبس من أفكار الخوري القديس وشهاداته بعض التأملات التي تساعدنا جميعاً، بخاصة نحن الكهنة، على إضرام محبتنا وتكريمنا للعذراء الكلية القداسة.
يؤكد كتاب السير على أن القديس جان ماري فياني كان يتحدث عن العذراء بتفانٍ وإنما أيضاً بألفة وعفوية. وكان يكرر دوماً: “إن العذراء مريم طاهرة من الدنس ومتميزة بكافة الفضائل التي تجعلها جميلة ومقبولة من الثالوث الأقدس” (ب. نوديه، خوري آرس: فكره، قلبه). كذلك فإن “قلب هذه الأم الصالحة لا يشتمل إلا على المحبة والرحمة وهي لا ترغب إلا في رؤية السعادة على وجوهنا. يكفي فقط أن نلتجئ إليها فلا تردنا خائبين” (المرجع عينه، 307). تتجلى حماسة الكاهن في هذه التعابير. فمن خلال الدفع الذي يمنحه إياه الإلهام الرسولي، يفرح بالتحدث عن مريم مع المؤمنين من دون أي كلل. حتى السر الصعب التفسير على مثال سر الانتقال، عرف كيفية شرحه من خلال صور فعالة كالتالية: “خلق الإنسان من أجل السماء. كسر الشرير السلم الذي يوصلنا إليها. من خلال آلامه، بنى لنا ربنا سلماً آخر… تقف العذراء القديسة على أعلى هذا السلم ممسكة إياه بيديها” (المرجع عينه).
كان خوري آرس القديس مفتوناً بخاصة بجمال مريم، هذا الجمال الذي يتطابق مع كونها العذراء التي حبل بها بلا دنس، الوحيدة التي حبل بها من دون خطيئة. وكان يقول: “إن العذراء مريم هي هذه المرأة الرائعة التي لم تكدر الله الصالح يوماً” (المرجع عينه، 306). لقد أعطى مثالاً رائعاً عن الراعي الصالح والأمين، حتى من خلال هذه المحبة البنوية لأم يسوع التي كان يشعر بفضلها بالانجذاب نحو السماء”. وكان يهتف قائلاً: “سأكون حزيناً لو لم أصعد إلى السماء! وبالتالي لن أتمكن أبداً من رؤية العذراء مريم، هذه المرأة الرائعة! (المرجع عينه، 309). لذا كرس رعيته مرات عديدة للعذراء موصياً الأمهات بخاصة بالقيام بالأمر عينه كل صباح مع أولادهن. إخوتي وأخواتي الأعزاء، فلنجعل مشاعر خوري آرس القديس خاصتنا. وبالإيمان عينه، فلننظر إلى مريم التي صعدت إلى السماء موكلين إليها بخاصة كهنة العالم أجمع.