نساء في حياة بولس

بولس والمرأة (2)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم الأخ فادي حليسو اليسوعي

ريميني، الجمعة 28 أغسطس 2009 (Zenit.org). – من خلال قراءة متأنية لحياة بولس الرسولية يمكن أن نلحظ وجوداً مهماً لعدد من النساء، لعل أبرزهن:

1-                                                     بريسكيلا: رفيقة، مرسلة وقائدة

بريسكيلا (أو بريسكا في بعض الترجمات) هي من النساء اللواتي يذكرهن بولس في كثير من رسائله وغالباً ما يرد اسمها قبل اسم زوجها أكيلا. كان هذا الزوجان من المرسلين المهمين الذين يذكرهما بولس في رسالتيه 1 كورنتوس وروما.

في (روما 16: 3-4) يشير بولس إليهما على أنهما خاطرا بحياتهما من أجله، وأن كافة كنائس الأمم ممتنة لجهودهما. تكشف هاتين الآيتين عن الدور المحوري الذي لعبه هذان الزوجان في البشارة المسيحية بين الأمم. كما أن عبارة “معاونيّ في المسيح” تدل على أن بولس يعتبرهما مساوين له.

ويمكن من (أعمال 18) أن نعرف بأن بولس أقام في زيارته الأولى لكورنتوس لدى بريسكيلا وأكيلا وعمل معهما في صناعة الخيام. مما يجعلنا نفترض بأنهما كانا مسيحيين قبل تعرفهما على بولس. ثم مضيا معه إلى أفسس.

وفي (أعمال 18: 24- 26) مثلاً نجد أنهما أخذا أبولوس إلى بيتهما “وشرحا له مذهب الله شرحاً دقيقاً” مما يشير إلى أنه كان لهما دور المعلمين وكانت سلطتهما معترف بها من قبل باقي المؤمنين. أغلب الظن بأنهما كانا يحييان نوعاً من الكنيسة المنزلية في المدن التي أقاموا بها، سواء في كورنتوس أو أفي أفسس أو روما. وهذا ما يشير إليه بولس بقوله:

“يسلم عليكم في الرب كثيراً بريسكيلا وأكيلا والكنيسة التي تجتمع في بيتهما”

(1 كورنتوس 16: 19)

2-                                                     فيبي: شماسة ومحسنة

في (روما 16: 1-2) يوصي بولس بفيبي المسؤولة عن كنيسة كنخارية، المدينة الساحلية قرب كورنتوس. واصفاً إياها كـ “خادمة كنيسة”. في الترجمات الحديثة تترجم عبارة خادم كنيسة diakonos من اليونانية كشماس.

فيبي هي المرأة الوحيدة التي تمنح مثل هذا اللقب في كامل العهد الجديد. وفي أيام بولس كان دور الشماس آخذاً بالتطور، وله صفة رسمية نوعاً ما. نجد وصفاً لمتطلبات هذا المركز في
(1 تيموتاوس 3: 8-13).

يمكننا إذا أن نستنتج ولو بتحفظ أن هذه الرسالة كانت رسالة توصية بفيبي لتتلقى الاستقبال الحسن من كنيسة روما حيث كلفت على ما يبدو بمهام رعوية تتوافق مع مركزها كشماس. علماً أن بولس يصفها كحامية ومحسنة للكثيرين وله شخصياً.

3-                                                     مريم، جونيا، جوليا، تريفنة وتريفوسا: عاملات في حقل الرب

يذكر بولس في رسالته إلى روما خمس نساء أخريات. وبالرغم من أن الوصف نختصر، إلا أنه حقيقة أنه يخصهن بالسلام بشكل شخصي تشير إلى الدور الهام الذي لعبنهن في الكنيسة. حيث يشير إلى مريم بأنها “عملت جاهدة من أجلكم”.

ومن الجدير بنا ملاحظته أن كلمة الرسول التي يستخدمها لوقا في إنجيله لوصف الاثني عشر فقط. أما بولس فيستخدمها بمفهوم أوسع، إذ يمنح نفسه هذا اللقب كما في (غلاطية 1:1 ، 1كورنتوس 9: 1-2). بالنسبة لبولس، أن تكون رسولاً، فهذا يعني أن تتمتع بالسلطة، أن تكون مرسلاً بقوة القائم من بين الأموات لنشر البشارة إلى الآخرين.

لذلك فإن وصفه لجونيا وأندرونيكوس بـ “المشهورين بين الرسل” ، يوضح بأنهما مرسلين متشربين بالرغبة والنعمة لحمل رسالة المسيح. لربما كانا على شاكلة يرسكا وأكيلا. زوجان يمارسان مهاماً رعوية في الكنيسة الأولى.

4-                                                     خلوة: صانعة السلام.

في رسالته الأولى إلى كورنتوس، يعالج بولس مسألة الانقسام الحاصل في الكنيسة هناك. والتي تربطه بها صلة وثيقة. على اعتبار أنه أمضى فيها سنة ونصف بصحبة بريسكا وأكيلا. وعندما تناهى إلى علم وجود بعض الصعوبات، وجه كلامهم إليهم مباشرة على أن مصدر معلوماته هم “أهل بيت خلوة”
(1 كورنتوس 1: 11).

تبدو عبارة “أهل بيت خلوة” غامضة بعض الشيء. إذ يمكن لها أن تشير إلى عائلتها أو إلى خدمها. كما أنه من الممكن أن تكون خلوة هذه ، قائدة لنوع من الكنيسة المنزلية، مثلها مثل بريسكا وغيرها. وبالتالي يكون “أهل بيتها” جماعة المؤمنين الذين تستضيفهم.

يمكن أن نرى أن تصرف بولس المستند إلى الكلام الذي ورده من قبل خلوة، إنما يدل على مدى التقدير والاحترام العميقين اللذان كان يكنهما لها. 

5-                                                     ليديا: القائدة المضيافة.

أخيراًن تخبرنا أعمال الرسل بقصة ليديا، أولى المهتدين في أوروبا (أعمال 16: 14). والتي تعمدت على يديه في فيليبي. ويخبرنا الكاتب بأنها كانت “تبيع الأرجوان” مما دل على أنها كانت امرأة ثرية.

دعت ليديا بولس ورفيقه للإقامة عندها. وكامرأة، لا بد من أن منزلها كان كبيراً كفاية ليمكنها من استضافة هذين الرجلين عندها ومن بعد لاستضافة كنيسة مصغرة. ويشير كاتب العمال إلى أن بيتها كان مركزاً مسيحياً. بحيث أن كان المكان الأول الذي توجه إليه بولس وسيليا عقب إطلاقهما من السجن، بغية رؤية وتشجيع المؤمنين المجتمعين هناك.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير