بقلم روبير شعيب
ريميني، الجمعة 28 أغسطس 2009 (Zenit.org). – تحدث طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق عن ارتداده إلى الإيمان الكاثوليكي وعن التزامه بقضية السلام في العالم، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، معبرًا عن القناعة التي أنضجها بأن “على المجتمع، إذا أراد أن يكون متناغمًا، أن يفسح المجال للإيمان”.
لاقت كلمات مؤسس حزب العمال الجديد، والذي قاد المملكة المتحدة من 1997 حتى 2007، قبولاً إيجابيًا جدًا لدى المستمعين في لقاء الشعوب في ريميني.
وافتتح بلير كلامه بالتعبير عن شعوره بالفخر لأنه يجد اسمه مذكورًا في إطار مبادرات “شركة وتحرير” في لقاء ريميني الموقر.
بالحديث عن ارتداده اعترف بلير أن “الذنب” هو ذنب زوجته، “فمعها بدأت الذهاب إلى القداس. وكنا نحن الذهاب سوية، أحيانًا في كنيسة كاثوليكية، وأحيانًا أخرى في كنيسة انغليكانية”.
“ولكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر أن الكنيسة الكاثوليكية هي بيتي. وذلك ليس فقط بفضل سلطتها التعليمية وتعليمها، بل أيضًا بفضل طبيعتها الجامعة”.
وسلط بلير الضوء على مقطعين من رسالة البابا الأخيرة “المحبة في الحقيقة”، واصفًا إياها بالرد البليغ على النسبوية” الذي يستحق أن يُقرأ مرارًا وتكرارًا.
واعتبر أن محور الرسالة العامة هو أن العالم والمجتمع لا يستطيع أن يقوم من دون الله، وأن العالم المعولم، إذا أراد ألا يخضع لمنطق السيطرة، يحتاج إلى قوة مقابلة تهدف إلى الخير المشترك.
وبهذا الصدد شرح أن على الكنيسة الجامعة، التي هي نموذج مؤسسة معولمة، أن تواجه بشكل مسؤول المسائل التي ترفعها قضية العولمة.
كما وحض بلير إلى الانتباه لمسألة الهوية، التي تتعرض لخطر الضياع عندما يجري الحوار دون الانتباه عليها. ولذا دعا إلى “احترام الجذور اليهودية-المسيحية للدول الأوروبية. وإلى ضرورة طلب الاحترام لهوية دولنا، التي نشأت على مر العصور”.
بالنسبة لالتزام المؤمنين، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني السابق أن عليهم أن يبينوا أن الدين ليس مصدر صراع بل هو التزام في بناء العدل. وبهذا الشكل يبينون وجه الله الحق، الذي هو حب ورحمة.
“فالإيمان ليس شكلاً من أشكال الخرافة، بل هو خلاص الإنسان. ليس هربًا من الحياة. الإيمان والعقل هما حليفين، وليسا متناقضين. الإيمان والعقل يتساندان، ويقويان الواحد الآخر، ولا يتنافسان”.
ثم تحدث عن عملية السلام في الشرق الأوسط فقال: “يجب ضمان أمن إسرائيل، كما ويجب تأمين دولة مستقلة للفلسطينيين”، معربًا أن الأراضي المقدسة تستطيع أن تكون رمزًا هامًا للمصالحة والرجاء إذا أضحت موضع مصالحة وسلام”.