ريميني، إيطاليا، الاثنين 31 أغسطس 2009 (Zenit.org) – حشود كبيرة اصطفت عند مدخل معرض “Vocare، ماريا زامبرانو، دعوة للمعرفة”، وقاعة اكتظت بالزوار عند افتتاحه.
في لقاء الشركة والتحرير في ريميني، تم إيلاء اهتمام كبير بالإسبانية ماريا زامبرانو (1904-1991)، المفكرة التي توضع في بعض المجالات على قدم المساواة مع معاصريها في القرن العشرين أمثال هانا أرندت وسيمون ويل وإديت شتاين.
تتلمذت على يد الفيسلوف خوسيه أورتيغا إي غاسي على الرغم من تجنب الماركسية، وعاشت فترة طويلة في المنفى بعيداً عن إسبانيا بلادها الأم (في إيطاليا من 1954 ولغاية 1964) بسبب معارضتها لحكم فرانكو. وبعد عودتها إلى إسبانيا سنة 1984، حازت على جائزة سرفانتس سنة 1988.
عديدة هي أعمالها التي ترجمت إلى الإيطالية منها “من أجل الحب والحرية” (Per l’Amore e per la Liberta)، مارياتي للنشر، 2008.
خلال افتتاح المعرض في لقاء ريميني يوم الأربعاء، قالت المبدعة كارمن جيوساني أن “الأفكار لا تلتقي وإنما الناس يلتقون” وأن “المعرض يشتمل على قسم سيري رائع يسمح بالتعرف إلى ماريا زامبرانو”.
وقد وضعت جيوساني حياة زامبرانو الطويلة في سياق مأساة القرن العشرين التي أثرت أيضاً في إسبانيا وأوروبا.
وذكرت منظمة المعرض أن النفي من إسبانيا الخاضعة لحكم فرانكو أثر بشدة في حياة زامبرانو موضحة أن فلسفتها ابتعدت عن الفكر الشيوعي الماركسي.
الواقعية
في مقدمة المقالة التي نشرتها مؤسسة فلورنتين للنشر التي تعمل خلال المعرض، تقول جيوساني أن زامبرانو أيدت تياراً فلسفياً وفنياً معروفاً بالواقعية الإسبانية التي لم تنقل ببساطة عن الواقع بل أظهرت إعجاباً بالعالم “من دون الادعاء بتقليصه والاستخفاف به”. وقد عبر التيار عن “وقوعه في حب العالم”.
كذلك أشارت جيوساني إلى أن زامبرانو انتقدت في أعمالها “كبرياء التفكير الحديث الذي يدعي تعريف الواقع ضمن حدوده”.
وكتبت زامبرانو: “إن الكتابة والشعر هما من دون شك سبيلان للمعرفة ينتشر الفكر من خلالهما وتتدفق المعرفة حول مسائل مهمة وأساسية من دون التقيد بأي سلطة أو الخضوع للتأكيد”.
أما ماريا ريجينا بريوشي، مبدعة المعرض الذي افتتح في لقاء مدريد في أبريل 2008 والقيمة عليه – مع جيوساني – فقالت أن زامبرانو “انتقدت فلسفة الغرب التي بدأت مع ديكارت بتقليص العقل إلى تأكيد ذاتي”.
وأضافت: “هكذا يتهدد العقل خطران متمثلان في الكبرياء والذل اللذين يؤديان معاً إلى اليأس. هذا هو الإرباك الذي يشعر به الإنسان في القرن العشرين”.