المذكرة الفاتيكانية حول لقاء البابا مع أساقفة إيرلندا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الاعتداء الجنسي على الأطفال… يغضب الله”

روما، الأربعاء 17 فبراير 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي البيان الذي صدر البارحة عن دار الصحافة الفاتيكانية حول اللقاء الذي جمع بندكتس السادس عشر وأساقفة إيرلندا على مدى يومين للبحث في أزمة قضايا الاعتداء الجنسي التي لم تحل بعد في بلادهم.

***

في 15 و16 فبراير 2010، التقى الأب الأقدس بأساقفة إيرلندا وكبار أعضاء الكوريا الرومانية للبحث في الوضع الخطير الذي برز ضمن كنيسة إيرلندا. تباحثوا معاً في فشل السلطات الكنسية الإيرلندية لعدة سنوات في التحرك بشكل فعال لمعالجة قضايا متعلقة بالاعتداء الجنسي الذي ارتكبه بعض الكهنة والرهبان الإيرلنديين بحق شباب. وأقر كل الحاضرين أن هذه الأزمة الخطيرة أدت إلى تدهور الثقة بقيادة الكنيسة، وألحقت الأذى بشهادتها للإنجيل وتعليمها الأخلاقي.

جرى اللقاء بروح من الصلاة والأخوة، وأمنت الأجواء الصريحة والمنفتحة الإرشاد والدعم للأساقفة في جهودهم الهادفة إلى معالجة الوضع في أبرشياتهم.

صباح 15 فبراير، وعقب مقدمة موجزة تلاها الأب الأقدس، قدم كل من الأساقفة الإيرلنديين ملاحظاته ومقترحاته. وتحدثوا بوضوح عن شعور الألم والغضب والخيانة والفضيحة والعار الذي نقله إليهم ضحايا الاعتداء في عدة مناسبات. وفي هذا الصدد، أظهر العلمانيون والكهنة والرهبان شعوراً مماثلاً.

كذلك وصف الأساقفة الدعم الحالي الذي يوفره آلاف المتطوعين العلمانيين المدرَّبين والملتزمين على المستوى الرعوي لضمان سلامة الأطفال في كافة النشاطات الكنسية، مشددين على أنه تم اتخاذ تدابير هامة لضمان سلامة الأطفال والشباب في حين أنه من المؤكد أن أخطاء الحكم والإغفالات تعتبر أساس الأزمة. كما سطروا التزامهم بالتعاون مع السلطات القانونية في إيرلندا – الشمال والجنوب – ومع المجلس الوطني لحماية الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية في إيرلندا لضمان تطبيق قوانين الكنيسة وسياساتها وإجراءاتها على أفضل وجه في هذه المنطقة.

بدوره، لفت الأب الأقدس إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال والشباب ليس مجرد جرم شائن، وإنما أيضاً خطيئة مهلكة تغضب الله وتنتهك كرامة الإنسان المخلوق على صورته. وعلى الرغم من إدراكه بأن الوضع المؤلم الراهن لن يحل سريعاً، إلا أنه دعا الأساقفة إلى معالجة مشاكل الماضي بحزم وتصميم، ومواجهة الأزمنة الراهنة بصدق وشجاعة. وعبر عن رجائه بأن يساعد اللقاء الحالي على توحيد الأساقفة ويسمح لهم بالاتحاد في تحديد الخطوات الملموسة الهادفة إلى حمل الشفاء للأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء، والتشجيع على إيمان متجدد بالمسيح وإعادة مصداقية الكنيسة الروحية والأخلاقية.

إضافة إلى ذلك، أشار الأب الأقدس إلى أزمة الإيمان العامة التي تضرب الكنيسة والتي عزت بها إلى انعدام الاحترام للإنسان، ولفت إلى أن ضعف الإيمان يشكل عاملاً مهماً يسهم في ظاهرة الاعتداء الجنسي على القاصرين. هنا شدد على الحاجة إلى تفكير لاهوتي أعمق في المسألة، داعياً إلى تنشئة إنسانية وروحية وأكاديمية ورعوية أفضل للمرشحين إلى الكهنوت والحياة الرهبانية، وللكهنة أيضاً.

هذا وتمكن الأساقفة من البحث في مسودة الرسالة البابوية الرعوية إلى كاثوليك إيرلندا. ومع أخذ تعليقات أساقفة إيرلندا بالاعتبار، سيتمكن قداسته من إتمام رسالته التي ستصدر خلال زمن الصوم.

اختتمت المناقشات في وقت متأخر من صباح الثلاثاء 16 فبراير 2010. وطلب الأب الأقدس من الأساقفة العائدين إلى أبرشياتهم أن يكون هذا الصوم زمناً لابتهال دفق الرحمة الإلهية ونعم القداسة والقوة من الروح القدس على الكنيسة في إيرلندا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير