بقلم إميل أمين
روما، الثلاثاء 23 فبراير 2010 (zenit.org). – أكد الرئيس المصري حسني مبارك الحاجة الي خطاب ديني مستنير يرتكز علي التسامح وقبول الآخر ونظام تعليمي وإعلامي يسانده علماء الإسلام لمحاصرة الجهل والتعصب.
جاء ذلك في الكلمة التي وجهها سيادته للمؤتمر السنوي الثاني والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي انطلق في القاهرة أمس والذي يعقد تحت عنوان “مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر”.
وأكد الرئيس مبارك على أن الإسلام يدعو الي الوسطية والاعتدال ونشر مبادئ الحق والعدل والمساواة ومن الظلم اختزال الإسلام في مسائل هامشية تشوه تعاليمه. وأشار الرئيس الى موجات التطرف والتعصب في أوساط الشباب مؤكداً أنها تعوق جهود التنمية. وشدد على أن الرسالات السماوية جميعها جاءت تحمل للإنسان على مدى التاريخ رسالة أمن وسلام.
وقد شارك في أعمال المؤتمر من الكنيسة الكاثوليكية غبطة البطريرك غريغوريوس لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك وسيادة المطران يوحنا قلته المعاون البطريركي للأقباط وسيادة المطران بطرس فيهم المعاون البطريركي ومن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية شارك غبطة البطريرك الأنبا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس .
وقد أكد البطريرك شنودة الثالث في مداخلته على أن الإسلام يرسخ مبدأ احترام حرية العقيدة و”يتعامل بكل ود ومحبة مع أهل الكتاب”، معتبرا أن “وصف المسيحيين واليهود بأهل الكتاب من أجمل الأوصاف التي تحترم وتقبل الآخر”.” وأضاف إن أحد أهم قيم الإسلام هي عدم الإكراه في الدين التي وردت بالنص الصريح في سورة البقرة: لا إكراه في الدين”.
من جانبه، أوضح شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي أن مقاصد الشريعة “تهدف إلى سعادة البشرية، وتأكيد الأخوة الإنسانية بين البشر جميعا، وأن الاختلاف في العقيدة لا يمنع من التعاون لخير البشرية، فلكل إنسان عقيدته ولا ينبغي أن يُكرَه على اعتناق عقيدة دون أخرى”.
وشدد طنطاوي على أن الإسلام رسم العلاقة بين المسلمين وغيرهم “بحيث يتعاون مع كل من قدم له الكلمة الطيبة، أما من أعلن عليه الحرب فإن من حقه أن يقاتل لدفع العدوان عن نفسه وليس للعدوان على أحد”.
وعلى الصعيد ذاته، طالب الدكتور محمد الشحات الجندي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بضرورة السعي لإصدار تشريعات دولية تحمي حرية الاعتقاد بجميع أبعادها لاسيما اتهام الأديان بالتطرف.
وأكد أن الإسلام أقر حقوق الإنسان قبل أن يلتفت إليها الغرب، وذلك من خلال المقاصد الشرعية؛ حيث حرم إزهاق الروح وإهدار الدم، سواء كان لمسلم أو لغير مسلم، كما أنه أقر حرية الاعتقاد وحرم الحيلولة بين الفرد وبين حقه في الإيمان وممارسة شعائره.
وفي كلمته، بيّن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري أن مؤتمر مقاصد الشريعة يحاول أن يزيل ما يحيط الشريعة الإسلامية من سوء فهم وحكم مسبق باعتقاد الغرب أن هذه الشريعة هي فقط لتطبيق الحدود، وإعلان الجهاد، وهو فهم خاطئ.
وأضاف أن الحدود ما هي إلا وسائل داعمة للشريعة، والجهاد هو حرب دفاعية لرد العدوان، لكن هناك تيارات منغلقة في عالمنا الإسلامي تعمل على ترسيخ مفاهيم خاطئة بين أوساط الشباب.
وأوضح قائلا: “لقد جعل المتطرفون في الغرب الإسلام كبش فداء لكل التصرفات الحمقاء التي اختزلت الإسلام في أمور لا تعبر عن هذا الدين الذي جاء سباقا لإرساء دعائم الحقوق الأساسية للإنسان”.