جل الديب، الاثنين 16 أغسطس 2010 (Zenit.org). – عقد يوم الجمعة 13 أغسطس الجاري في المركز الكاثوليكي للإعلام مؤتمر صحافي أعلن فيه وزير الإعلام طارق مترى عن قرار محطتي تلفزيون NBN والمنار وقف عرض مسلسل “السيد المسيح” بعدما قدمت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ملاحظاتها حول مضمونه وابرزت المغالطات الواردة فيه بسبب استيحاء كل الأحداث التي وردت فيه من إنجيل “برنابا” وهو إنجيل منتحل لا تعترف به الكنيسة وهو كتب في الجيل الخامس عشر. فأتت كل الأحداث في المسلسل إما غير صحيحة إما غير دقيقة أو منتحلة، ألامر الذي يسيء إلى السيد المسيح حسب الوحي الإلهي وإلى المسيحية. شارك في المؤتمر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بشارة الراعي، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب عبده أبو كسم، مدير عام صوت المحبة الاب فادي تابت وحضره: النائب نديم بشير الجميّل، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام ، السيدة لور سليمان صعب، مستشار وزير الإعلام، الأستاذ اندريه قصاص، مدير عام المدارس الكاثوليكية في لبنان، الأب مروان تابت، المسوؤل عن الفرع السمعي البصري في المركز الأب سامي بو شلهوب، والأب لويس خوند وعدد كبير من الإعلاميين وحشد كبير من المهتمين.
بداية تحدث مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم فقال:
صاحب السيادة، المطران بشارة الراعي ، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المنبثقة عن مجلس المطارنة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، السامي الاحترام، عالي وزير الاعلام اللبناني، الاستاذ طارق متري،
أبائي الأجلاء، حضرة مديرة الوكالة الوطنية السيدة لور سليمان،
سعادة النائب الكريم، نديم الجميّل، أيها الأهل والإعلاميون وأعضاء رابطة الانتشار الماروني والرابطة المارونية وكل الحركات الرسولية والمريمية وسواها، أهلنا الموجودين، رسل صوت المحبة الممثلة بشخص مديرها العام ، الاب فادي تابت، أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، وقد أتيتم باكراً إلى المركز الكاثوليكي للإعلام بفعل محبة وبدأتم بالصلاة وكلنا هنا شاكرين لله عليكم وعلى النتيجة التي توصلنا إليها مع معالي وزير الداخلية الاستاذ زياد بارود ومعالي وزير الإعلام، الأستاذ طارق متري، ومدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء وفيق جزيني، وكل المسؤولين والقيمين على تلفزيوني NBN والمنار. كان من المقرر الإعلان عن بعض المغالطات التي كانت تثار في مسلسل “السيد المسيح” وقد استعضنا عن هذا المؤتمر بلقاء شكر ولقاء محبة، محبة اللبنانيين لبعضهم البعض ومحبة وتفهم كل اللبنانيين لعاداتهم وطقوسهم وخصوصياتهم وهذا ما يعزّز العيش المشترك، لن أزيد وأترك الكلام للمطران بشارة الراعي.
ثم تحدث المطران بشارة الراعي فقال:
نشكر معالي الوزير لحضوره معنا، لأنك تحمل الخبر الجيد، وأنت دائماً هكذا، احي كل وسائل الإعلام، ونتمنى أن يحمل الإعلام دائما الخبر الجيد، في الحقيقة أشكر مجدداً كل من شرفنا لكني سأشكر كل اللبنانيين خصوصاً من اتخذ القرار الذي سيعلنه معاليه وهذا يعني أن الخير العام في لبنان ما زال فوق كل اعتبار.وأن الشعب عندنا يدلي بكلامه يكون صوته مسموعاً ويؤخذ بعين الاعتبار. أنا أحي وأشكر المساعي التي قام بها المسؤولين عن تلفزيوني NBN والمنار وأخص بالشكر رئيس الجمهورية الذي أخذ القضية على عاتقه وزير الداخلية، زيار بارود، ومعالي وزير الإعلام، والأمن الذي تعاون معنا. وأقول أن فرحتنا كبيرة جداً، لن أقول أننا حققنا
انتصاراً لان الأنتصار هو للحقيقة، بما فيه أنه لم سمعنا بوجود هذا الفيلم تحركنا كلجنة أسقفية لوسائل الإعلام مع صوت المحبة وأتصلنا بالمسؤولين حتى نتدارك أي شيء وقد بدانا المساعي يوم الاثنين الماضي واستطعنا الحصول على مختصر الفيلم وأعطينا ملاحظات لان هناك أموراً تمس بشخص المسيح والعقيدة المسيحية – وهذا ليس من الضرورة أن يكون مقصوداً – فمن وضع هذا الفيلم أخذ معلوماته من إنجيل برنابا بدلاً من الأناجيل الأربعة (يوحنا، مرقص، لوقا ومتى) والتي تعتمدهم الكنيسة. وهذا الإنجيل منحولاً ولا تعترف به الكنيسة وكتب في الجيل الخامس عشر، لذلك جاءت أحداث الفيلم غير صحيحة، منحولة، منتقصة، مجتزأة، الأمر الذي يسبب عدم احترام وقلة قيمة للوحي الإلهي ولشخص المسيح وللكنيسة وللمسيحية. نحنا كتبنا هذه الأمور وسعيدون بأنهم أخذوا المعنيين بها، ولن يهمنا ما يحصل في الإعلام من مزايدات، نحن مع الحقيقة العظيمة، وأنا ابدي الفرح الكبير باسم الجميع أنه ما زلنا في لبنان كمسلمين ومسيحين ومع تنوع ثقافاتنا ودياناتنا، قادرين على وضع الخير العام فوق كل أمر آخر. هذا القرار الذي اتخذ الذي سعلنه معالي الوزير، له منا كل التقدير لأنه يعني أننا ما زلنا نسمع بعضنا البعض ونتحضر بأكمل وجه من أجل سينودس الشرق الأوسط الذي نعمل له معاً.
أنتم تتذكرون أنه عندما عقد سينودس من أجل لبنان، عملنا سوية المسيحيون والمسلمون وشارك معنا المسلمون بصياغة النصوص في لبنان وروما. واليوم أفضل طريقة يا معالي الوزير التحضير لسينودس الشرق الأوسط سوية، وأن نعطي مثالاً للعالم أننا قادرين كمسيحين ومسلمين في لبنان أن نتتطلع إلى الخير العام المشترك .
نحن هنا نجرد هذا الموضوع من أي شيء آخر أي معنى آخر وأن نتطلع إلى جمال اللقاء.
ثم كانت كلمة الوزير طارق مترى فقال:
سيدنا العزيز، اصدقائي الإعلاميين والإعلاميات، لن
أزف لكم خبراً لا تعرفونه، انتم تعرفون أن تلفزيون المنار وNBN من ربع ساعة وأنا في طريقي إلى هنا أخبروني أنهما سيعلنان خبر توقف بث مسلسل “السيد المسيح، وقد فعلا ذلك منذ عشرة دقائق وبثا بيان يعلنان فيه ذلك.
ما يهمني اليوم أن أقول كلمتين، الأول:أن حواري ومنذ البارحة، مع رئيس مجلس إدارة مجطة المنا ومدير عام مجطة NBNجرى بروح طيبة وسمعت منهما طبعاً على عدم الإساءة للإيمان المسيحي وعلى احترام مشاعر المسيحيين وهذا الحرص كان من اللحظة الأولى في هذا الخصوص. طبعاً كان هناك أفكاراً كثيرة لكن الفكرة الأنسب كانت التوقف عن بث هذا المسلسل، كان من الممكن تغييره أو التعديل فيه لكن الأنسب كان التوقيف وقد وصلنا إلى هذا الاتفاق.
أعتقد أن المشكلة والحل كانا أبعد من السياسة والقانون ونقلل من أهمية ما جرى إذا فسرناه سياسياً أو قانونياً. طبعاً هناك جزءاً في زهن اللبنانيين له علاقة بالسياسة ونحن نبالغ في لبنان في تفسير كل شيء على أنه سياسة.
هناك جانب قانوني يتعامل معه البعض بحسب ما تسمح به القوانين، لكن القوانين تفسر – خصوصاً بالقضايا المتعلقة بالرقابة – بطرق مختلفة تبعاً للظروف والأشخاص. لذلك أقول أن المسالة أبعد من الأثنين وتتعلق بكيفية فهمنا للعلاقة الإسلامية المسيحية في بلد كلبنان وبمعنى لبنان الوطن وليس أقل من ذلك، أضاف وهنا أستقي كلامي من كلام سيدنا الرسالة التي بعثها لمدير عام الأمن العام وقال فيها أن هناك مبداُ للحوار بين المسلمين والمسيحين يقوم على أن لكل مؤمن الحق بان يفسر إيمانه بنفسه وان الآخر يحترم هذا التفسير ويحترم إيمان الأخر وعقله ونحاول دائماً أن لا يتحدث أحدنا عن دين الآخر بطريقة لا يجد فيها هذا الآخر نفسه “ايمانه، تاريخه وعقيدته” وهذا مبدأ لا يوجد بدونه أي حوار بين المسلمين والمسيحين بالمعنى الحقيقي للكلمة وعليه فإن تفسير القرار الطوعي الذي إتخذه تلفزيونا المنار و ال NBN بوقف المسلسل يعني أنهما قالا: “أننا نريد احترام هذا المبدأ”.
لذلك فإن ما جرى اليوم هو خطوة مهمة نستطيع من خلالها أن نبني للمستقبل. تعرفون أن هناك افلاماً كثيرة في العالم عن السيد المسيح تستقي أحداثها من مصادر يمنة ويسرى ونحن نحزن عندما نراها، لكن حالة لبنان وحالة هذا النوع من المسلسلات والذي ظهر وكأنه معدّ من قبل مسلمين في بلد مثل لبنان بحيث أن الجمهور هو من المسلمين والمسيحيينن وهناك خصوصية بان لبنان هو بلد الحوار المسيحي المسلم وإذا فقد هذا المعنى فقد مبررات وجوده ضمن هذه الخصوصية، فإن ما جرى هو حالة خاصة لا تنطبق على اي فيلم يعرض في اي مكان آخر، وبسبب حرية الإعلام السينمائي وحرية الكتابة الأدبية حيث يكتبون أي شيء دون الآخذ في الاعتبار لاي مقدسات في الادب المعاصر فإني اعتقد أن الأمر لا يتعلق بحرية الإبداع السينمائي والفكري بل له علاقة باحترام بعضنا لبعض في ظل المبدأ الذي ذكره سيدنا بشارة الراعي وأحببت أن أكرره وراءه. هذه سابقة لأي حالة ثانية من هذا النوع بحيث نتصرف فيها وفق المبدأ نفسه وهذه أهمية ما جرى اليوم.
وفي النهاية تحدث مدير إذاعة صوت المحبة الأب فادي تابت فقال:
أنا أشكر تلفزيوني المنار وال NBN على المبادرة الطوعية التي قام بها، وما أقوله للجمهور أرجوكم أن لا تفهموا بأن هناك رابحاً وخاسراً لأن لبنان هو الرابح وكلنا ربحنا.
وختم أتمنى أن لا يكون هناك كلاماً عشوائياُ، ما طلبناه حصلنا عليه ونشكر التلفزيونين خصوصاً وان شراء البرامج مكلف جداً وقد ضحيا بالإنتاج لأن عرض المسلسل قد يخلق بعض الحساسيات والمشاكل.
نشكرهم باسمنا جميعاً وإلى اللقاء.