شيخ الأزهر في إفطار الوحدة الوطنية : الإسلام والمسيحية بينهما ارتباط وثيق لا ينفك

Share this Entry

بقلم إميل أمين

القاهرة، الخميس 2 سبتمبر 2010 (zenit.org)-  استضافت الكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس في منطقة العباسية بوسط القاهرة إفطارا رمضانيا عرف باسم إفطار الوحدة الوطنية وكان قد جرى به العرف منذ أكثر من عقد وان توقف العامين الماضيين ، شارك في حفل الإفطار الذي دعا إليه الأنبا شنودة الثالث بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور احمد الطيب ورئيس الوزراء المصري الدكتور احمد نظيف ورئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور ، كما شارك في المائدة مفتى الجمهورية وعدد كبير من وزراء مصر ، ومن الإعلاميين والفنانين ورموز الثقافة والفكر في مصر المحروسة .

 وقد أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن التقاء المسلمين والمسيحيين على مائدة إفطار رمضان هي سنة حميدة، مشيرا الى أن الإسلام والمسيحية بينهما ارتباط وثيق لا ينفك وأن الأديان السماوية كلها من مصدر واحد، كما أن كل الأنبياء أخوة.

 وأشار شيخ الأزهر الى العلاقات الطيبة التي ربطت بين المسلمين الأوائل والمسيحيين وكيف هاجر المسلمون الأوائل الى  ملك الحبشة المسيحي للاحتماء به من ظلم كفار قريش.

وأضاف الدكتور الطيب أن ملك الحبشة استقبل المسلمين الأوائل بكل حفاوة ولم يسلمهم الى سادة قريش كما سمح نبي الإسلام لنصارى نجران بالصلاة في المسجد النبوي، وأكد شيخ الأزهر ان الديانات عندما تخلو من التوظيفات الرديئة يشيع السلام والتسامح وأن المضاربة بالأديان في السياسة يهدد السلام في العالم.

 وأوضح الدكتور الطيب  أن مصر موطن كل الأديان السماوية وباركتها الأنبياء وهى مؤهلة ان تكون نموذجا للتسامح وتعانق الأديان وتعاون المتدينين المخلصين.

من جهته  أكد الأنبا  شنودة الثالث بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس  أن شهر رمضان هو شهر المودة والحب والتلاقي وأنه فرصة طيبة لتجديد أواصر الحب والمودة بين العائلة المصرية بمسلميها ومسيحيها .

وأكد أن الوحدة الوطنية متميزة على مستوى القادة والنخب في الشعب المصري أما العامة من الشعب فمازالوا يحتاجون الى دعم هذه القيمة السمحة وألا ينساقوا وراء أية شائعات تعكر صفو هذه الوحدة .

وأشار الى ان الوحدة الوطنية ليست مجرد كلام إنما هي حياة نحياها معا نتحد فيها من اجل مصر لان المحبة دائما تبنى والانقسام يهدم فلنعمل من أجل مصر ويكفينا فخرا أننا مصريون لان مصر عرفت الحضارة قبل أن تولد بعض الدول المتحضرة

وقد  أشار  الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الى  أن الأديان مهما اختلفت في شعائرها تجتمع على قيم واحدة تعكس المحبة والإخاء والتعاون ، مضيفا أن هذه القيم متأصلة في بلادنا الحبيبة مصر عبر تاريخها الطويل والمجيد.

وأشار الى أن المسلم والمسيحي يد واحدة في السراء والضراء ويجمعنا تاريخ طويل وقوى من الوحدة الوطنية الراسخة التي تجرى في عروقنا والتي من خلالها نستطيع ان نجتاز كل الأزمات وان نجهض كل محاولات الفتنة.

ونوه بأن الإسلام والمسيحية بصفة خاصة بينهما روابط عميقة . مشيرا الى أن القرآن الكريم قال “ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى” كما أن القرآن الكريم كرم السيد المسيح عليه السلام والقديسة العذراء مريم التي وصفها القرآن الكريم بالطهر وبأنها أفضل نساء العالمين وهى الوحيدة التي لديها سورة باسمها في القرآن.

وأوضح انه يجب ان نتعاون جميعا في التصدي للتطرف والجهل الأعمى وكل محاولات الفتن التي يستخدمها البعض كوقود لإشعال الأزمات.

وأكد ان الوحدة الوطنية في مصر لا تحتاج دروسا من الخارج ولا تحتاج تأكيدا من احد ويجب ان نتعاون معا لتأكيد قيمنا الثقافية والدينية السمحاء ولن يتحقق ذلك إلا بأسرة ومدرسة وكنيسة وجامع مستنير.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير