هل يستطيع علم الفيزياء أن يبرهن أن الله غير موجود؟ (1)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الجمعة 3 سبتمبر 2010 (Zenit.org). – تحتل المقالات التي تقدم، تعالج تمدح وتنتقد كتاب عالم الفيزياء الشهير ستيفن دوكينغ الجديد صفحات جريدة “ذا تايمز” البريطانية.

قبل أسبوع من زيارة البابا المرتقبة إلى بريطانيا يطلق عالم الفيزياء دوكينع ما يظن أنه سيكون قنبلة نووية، ستصدر في الأسواق في 9 سبتمبر الجاري بعنوان “المشروع الكبير” (The Grand Design). كتاب يزعم الإجابة على هذا السؤال: “هل العالم بحاجة إلى خالق؟” جواب عالم الفيزياء هو قطعي: كلا، العالم كان سيخلق نفسه انطلاقًا من قانون الجاذبية.

تعليقًا على هذه الخلاصات (التي لا بد للقارئ أن يذهب أعمق في القراءة عندما يصدر الكتاب لكي يفهم عما إذا كانت تحاليل دوكينغ متماسكة منطيقيًا أم لا) تعليقًا عليها، خلصت هانا دالفين إلى القول: “تمامًا كما أزالت الداروينية الحاجة إلى الخالق في حلقة البيولوجيا، كذلك يقدم أشهر علماء بريطانيا سلسلة جديدة من الحجج تجعل دور الله في الكون مجرد إطناب زائد”.

يعتبر العالم – بحسب التقرير الذي يسبق النشر – أن الانفجار الكبير (Big Bang) لم يتم بتدخل من الله بل كنتيجة حتمية لقوانين الفيزياء. وتستشهد دالفين بالكتاب  – الذي ستصدر “ذا تايمز” مقتطفًا منه في 6 سبتمبتر – حيث يقول دوكينغ: “بما أن هناك قانون مثل قانون الجاذبية، يستطيع الكون بل يتوجب عليه أن يخلق ذاته من العدم. الخلق التلقائي (Spontaneous creation) هو السبب بأن هناك شيء بدل اللاشيء، هو سبب وجود الكون، هو سبب وجودنا”. وعليه ما من داعٍ لإدخال الله في المعادلة لكي يسير عملية خلق الكون.

يشكل هذا الكتاب موقفًا جديدًا لدوكينغ، بعد أن كان أكثر انفتاحًا على الدين في مؤلفه السابق ” A Brief History of Time “، حيث يشير إلى أن الدين لا يتناقض مع العلم وفهم الكون.

يجدر القول بأن الكتاب يحاول أن يدحض نظرية العالم الشهير إسحق نيوتون حول الكون، الذي يصرح بأن الكون لم يتولد من العدم انطلاقًا من قوانين الطبيعة، بل أنه خلق حتمًا من قِبَل الله.

يصرح هوكينغ أن بدء الشك الذي حمله إلى النظرية الحالية جاء في عام 1992، عندما تم اكتشاف كوكب يدور حول نجم يشبه شمسنا. وتعليقًا على هذا الاكتشاف يقول: “هذا الاكتشاف يجعل الصدفة التي أدت إلى نشوء ظروف كوكبنا – الشمس، والأرض المحظوظة القائمة على مسافة ملائمة من الكتلة الشمسية – أمرًا أقل دهشة، وحجة أقل قوة للتصريح بأن الأرض خُلقت بانتباه كبير لكي تستضيف الكائنات البشرية”.

ويسترسل هوكينغ فيقول: ليس فقط الكواكب بل هناك إمكانية لوجود أكوان أخرى. ولو كانت نية الله هي أن يخلق البشر فقط فوجود كل هذه المادة والأكوان هي أمر فائض.

ردات فعل على تصريحات دوكينغ

رحب عالم البيولوجيا ريتشارد دوكينز، الذي يجاهد لنشر الإلحاد (خصوصًا في أشهر كتبه “وهم الله”)، بخلاصات دوكينغ بالقول: “رغم أنني لا أعرف شيئًا عن تفاصيل علم الفيزياء، إلا أنني أعتقد بالأمر نفسه”.

في المقابل، صرح البروفسور جورج إيليس، رئيس الجمعية العالمية للعلوم والأديان بالقول: “إن مشكلتي الكبرى مع هذه الخلاصات هي أنها تضع الناس أمام خيار: إما العلم وإما الدين. كثير من الأشخاص سيقولون: حسنًا، أنا أختار الدين، وعندها الخاسر سيكون العلم”.

هذا وكانت هناك ردات فعل وتعليقات من رجال دين مسيحيين، مسلمين ويهود في انكلترا، عبروا في آرائهم ووجهات نظرهم في شأن نظرية دوكينغ.

سنتطرق لهذه الآراء في معرض تعليقنا على هذه النظرية. ترقبوا المتابعة في نشرة نهار الاثنين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير