كاستل غاندولفو، إيطاليا، الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 (Zenit.org) – يقضي عمل الأسقف بتعزيز الرجاء، ومشاطرة أفراح وأتراح المؤمنين، والتشبه بمحبة المسيح.
هذا ما قاله البابا نهار السبت الفائت خلال مخاطبة الأساقفة الجدد المشاركين في ندوة حول التبشير نظمها مجمع تبشير الشعوب. فقال للحاضرين: "الكنيسة لا تعلق آمالاً واهية، وهي ترافقكم بصلواتها ومحبتها".
وأكد الحبر الأعظم على ما يلي: "إنني أدرك التحديات التي يجب أن تواجهوها بخاصة ضمن الجماعات المسيحية التي تعيش إيمانها في ظروف صعبة حيث توجد إلى جانب مختلف أشكال الفقر أساليب متنوعة من الاضطهاد بسبب إيمانها المسيحي. ينبغي عليكم أن تنموا إيمانها، وتشاركوها مصاعبها، وتستلهموا من محبة المسيح التي تكمن في الرعاية والحنان والرأفة والقبول والاهتمام بمشاكل الناس الذين أنتم معدون للتضحية بحياتكم من أجلهم".
وقال الأب الأقدس للأساقفة الجدد: "الروح القدس يساندكم في كل مهمة"، وحث الأساقفة على "تكريس وقت ملائم" للصلاة. وأضاف: "يجب أن تكون حياة الأسقف تقدمة دائمة لله من أجل خلاص كنيسته، وبخاصة من أجل خلاص الأرواح الموكلة إليه".
وتابع قائلاً أن عمل الأسقف هو "خدمة من المحبة. الأسقف مدعو إلى خدمة الكنيسة على غرار الله الذي صار إنساناً، فيصبح بطريقة أكثر كمالاً خادم الرب وخادم البشرية".
"هو أولاً خادم كلمة الله الذي يعتبر أيضاً قوته الحقيقية. إن واجب التبشير الذي يترافق مع الاحتفال بالأسرار وبخاصة سر الافخارستيا ينبثق من الرسالة المتلقاة".
"ينبغي على الأسقف أن يقتات بوفرة من كلمة الخلاص مصغياً إليها دوماً"، حسبما قال البابا مشيراً إلى أن قبول وثمرة إعلان البشرى السارة مرتبطان بشكل وثيق بنوعية الإيمان والصلاة".
وأضاف: "يجب أن يؤمن المدعوون إلى خدمة التبشير بقوة الله التي تنبثق من الأسرار وترافقهم في مهمة التقديس والإدارة والتبشير؛ يجب أن يؤمنوا ويعيشوا ما يحتفلون به".
أكد بندكتس السادس عشر للأساقفة على أنه يدرك التحديات التي يواجهونها، واعترف بأن "رسالة الأسقف متطلبة".
ختاماً قال: "لكن الإنجيل يظهر كل قواه الخلاصية في ظروف مماثلة من خلال خدمتكم. يجب ألا تستسلموا للتشاؤم أو اليأس، لأن الروح القدس هو الذي يرشد الكنيسة ويعطيها بنفحته القديرة الشجاعة للمثابرة وللبحث أيضاً عن أساليب جديدة للتبشير لبلوغ مناطق غير مكتشفة حتى الآن".
"الحقيقة المسيحية جذابة ومقنعة لأنها تلبي احتياجات الوجود المسيحي العميقة، معلنة بطريقة مقنعة أن المسيح هو المخلص الوحيد للإنسان والبشر. هذا التبشير يبقى مناسباً حتى اليوم كما كان في بداية المسيحية، عندما بدأ أول توسع تبشيري ضخم للإنجيل".