بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 15 سبتمبر 2010 (Zenit.org). – “إن القديسين في إنكلترا هم قليلون في هذه الأزمنة، أقله أولئك الذين أعلنت الكنيسة قداستهم. ولذا فالكاثوليك الإنكليز هم فرحون لتطويب جون هنري نيومان. ولهذا يأتي أب أقدس لزيارة بلادنا، وبشكل خاص بابا هو بتناغم عميق مع روح وأفكار نيومان”.
بهذه الكلمات يفتتح رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، مقالة في جريدة الاوسيرفاتوري رومانو الفاتيكانية يتحدث فيها عن الطوباوي الجديد، وعما يربط البابا بندكتس السادس عشر به.
يتساءل بلير في معرض مقالته عن آنية نيومان بالنسبة لنا، فيبدأ بالقول: “إن نيومان يضع الحقيقة الروحية فوق كل القيم الأخرى. فهذا البحث كان بالنسبة له الأول، حتى قبل الأصدقاء قدماء كانوا أو جدد.
قبل أن ينضم إلى الكنيسة الكاثوليكية كتب: “ما من أحد مثلي عنده نظرة سلبية عن حالة الكاثوليك”، ولكن هذا الأمر لم يكن ليثني عزمة عن اعتناق ما كان يعتقد أنه الحقيقة، رغم أنها لم تكن شعبية أو مريحة.
وتابع بلير: “هذه الشجاعة الفكرية تستحق العجب. إنها أمر يراه الكاثوليك في البابا بندكتس السادس عشر”.
وإذ أوضح أنه من الصعب التعبير عن أفكار نيومان في مقالة قصيرة، استشهد رئيس الوزراء السابق بوصف لنيومان للشخص الضميري حيث يقول: “الشخصي الضميري هو ذلك الذي لا يقبل الإطراء، الرفاهية، المجد، الشهرة، والقبول الشعبي على حساب الحقيقة”. وعلق بلير: ” إن هذه الرأي لهو قاسٍ جدًا في زمان تولد فيه وسائل الإعلام الرأي العام”.
كما نعلم جيدًا كان نيومان يعتبر قبل كل شيء الضمير، حتى قبل الأب الأقدس، ولكن الضمير، إذ يخضع لتجارب الكبرياء وللجهل، قد يضيع بسهولة السبيل القويم، ولذلك تشكل الكنيسة الحارس المناسب للضمير ولأحكامه من خلال نعمة التمييز التي وُهبت لها. واعتبر السياسي البريطاني أن هذا التحكيم بين الضمير والكنيسة يجب أن يتبناه كل مسيحي وكل رجل سياسة.
هذا واعتبر طوني بلير أن تعليم نيومان يستطيع أن يكون “حليفًا قويًا لتعزيز أشكال مختلفة من الحوار بين الأديان” وذلك بفضل نظرية النمو العقائدي التي يقدمها. ففهم نمو العقائد لا يؤدي إلى النسبية بل إلى الفهم المتبادل لتاريخ كل ديانة.
وختم بلير المقالة معبّرًا عن قناعته أن نيومان هو ملفان للكنيسة، وأن الزمن سيأتي عندما سيتم إعلانه كذلك.