بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 15 سبتمبر 2010 (Zenit.org). – وجه البابا بندكتس السادس عشر نداءً اليوم دعا فيه إلى احترام الحرية الدينية وإلى عيش منطق المصالحة والسلام بدل الاستسلام للكره والعنف في إشارة إلى الأحداث التي ضربت جنوب آسيا وبالتحديد إقليم كاشمير.
جاءت كلمات البابا بعيد التعليم الذي تلاه في قاعة بولس السادس في الفاتيكان في معرض المقابلة العامة المعتادة، وذلك عقب معرفته بقيام متظاهرين مسلمين بحرق ثلاث مدارس مسيحية في الإقليم ذي الأكثرية المسلمة، واحدة منها كاثوليكية واثنتان بروتستانتية.
وقد قال البابا بالتحديد: “أتابع بقلق الأحداث التي تجري في هذه الأيام في مناطق مختلفة من آسيا الجنوبية، وخصوصًا في الهند، باكستان وأفعانستان”.
وتابع: “أصلي من أجل الضحايا وأصلي لكي يسود احترام الحرية الدينية ومنطق المصالحة والسلام بدل الكره والعنف”.
أتت التظاهرات الإسلامية عقب إعلان قس أمريكي عزمه بحرق القرآن بمناسبة الحادي عشر من سبتمبر. وقد استمرت التظاهرات رغم عدول جونز عن مبادرته.
ما يقلق ويثير الغضب في هذه الاعتداءات هو طبعها الغاشم والعشوائي وأخذ الثأر من أشخاص أبرياء لا علاقة لهم (وربما لا علم لهم) بمبادرات هذا القس الجاهل. فبعد أن أعلن جونز قراره الغبي والمناهض لروح المسيحية، قام الكثير من الرؤساء الروحيين المسيحيين برفض المبادرة وإدانتها، وأعلنوا عن عدم قبولهم بها البتة وعدم المصادقة عليها.
أول من أدان المبادرة كان المسيحيون الأندونيسيون على اختلاف طوائفهم. ثم توالت الإدانات من كل العالم المسيحي، بما في ذلك أساقفة العراق، الولايات المتحدة، مرورًا بالكنيسة الإيطالية وبالفاتيكان.
ولذا، تعليقًا على هذا الحدث عبّر عدد من الكرادلة عن امتعاضهم لهذه الاعتداءات لأنها “مجرد عنف لا مبرر له”.
فكما أن المسلمين يرفضون أن يتم تعميم لقب الإرهاب عليهم جميعًا بسبب المجموعات الإرهابية الحالية، كذلك يترتب عليهم، كما هو عدل، ألا يشملوا كل المسيحيين بتصرفات بعض الأقليات، التي هي نسبيًا أقل من واحد بالمليون. فمن بين كل المسيحيين والجماعات المسيحية لم تأت المبادرة المجنونة إلا من قبل رئيس جماعة أرعن.
من هذا المنطلق، صرح المطران بيتر سيليستين أسقف جامو-سريناغار قائلاً: “يترتب على الرؤساء الدينين أن يحملوا السلام، التسامح والتعايش المشترك”.
كما وعبر سيليستين عن قلقه لوكالة آسيا نيوز قائلا: “أنا آسف جدًا لأجل هذه التظاهرات التي تحمل العنف فنحن أقلية صغيرة جدًا ( 0.0014 بالمائة من مجموع السكان!)، ونحن مسالمون ومتسامحون. إضافة إلى ذلك نحن نقدم شهادة صالحة من خلال مدارسنا. وقد اعتدوا بالتحديد على هذه المدرسة”.
وشرح الأسقف الكاثوليكي أن الجماعة المسيحية “لطالما كانت ودية في علاقتها مع الإخوة المسلمين ومع السلطات المدنية”.