ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)
العراق الحالي كما يراه رئيس أساقفة الموصل الذي اختطف سنة 2005 – الجزء الثاني
روما، الأربعاء 15 سبتمبر 2010 (Zenit.org) – س: لقد ولدتم في مكان لا يبعد كثيراً عن الموصل؟
المونسنيور القس موسى: أجل، في كركوك. في كل هذه المناطق المحيطة بالموصل وفي الشمال الذي تسمونه الآن كردستان، هناك أراض مسيحية. لدينا آلاف الكنائس والأديرة هنا. لدينا مخطوطات وكتب عن تاريخ المسيحية في هذه الأراضي. وصل الإسلام سنة 632 أي في القرن السابع، وإنما قبل ذلك، كانت المسيحية منظمة من خلال كنائس وأديرة ورهبنات.
س: لكن ما يحصل الآن هو إحضار مسلمين إلى قرى مسيحية. ألا يمكن التحدث هنا عن تطهير إتني عندما تأتي عائلات للإقامة في قرى مسيحية؟
المونسنيور القس موسى: أجل. فقد أخليت بعض الشوارع في بغداد من المسيحيين. وإنما في بغداد بخاصة، هناك شوارع قد أخليت أيضاً من السنة واستبدلت بالشيعة. لا أدري… لكن المشكلة مختلفة بالنسبة للقرى المسيحية. فالقرى المسيحية في سهل نينوى لطالما كانت هنا. والمسيحيون هنا في ديارهم. عندما يتم إحضار آلاف العائلات المسلمة إلى هذه المناطق ذات الأكثرية المسيحية، يصبح المسيحيون الأقلية، وتتغير التركيبة الديمغرافية. وهناك أيضاً مسألة الثقافة والتربية: حالياً يستطيع الجميع أن يرتاد مدارسنا وكنائسنا لأنها مفتوحة. وإن أصبحنا أقلية في هذه الأماكن التاريخية، سنفقد كل شيء.
س: هذا يعني أنكم تفقدون الكنائس أو المدارس؟
المونسنيور القس موسى: لا، لن نفقدها كمبانٍ، بل نفقد حريتنا وثقافتنا وشخصيتنا (هويتنا)، ويقل عددنا بين الأكثرية، كما هو الحال في المدن الكبرى مثل بغداد. في ظل وجود نظام ديمقراطي وبلاد مستقلة للجميع، يتمتع الجميع بحقوقهم كأفراد وجماعات، أكانوا مسيحيين أو غير مسيحيين. ففي مدارسنا مثلاً، إن كان هناك تلميذ مسلم بين مسيحيين، لهذا التلميذ المسلم الحق في التعليم الإسلامي. هذا أمر جيد ونحن موافقون عليه؛ وإنما بالنسبة إلى المسيحيين، يجب أن تكون المدرسة مؤلفة من 51% من المسيحيين لكي يحق لهم في التعليم المسيحي.
س: إذاً هذا ظلم؟
المونسنيور القس موسى: أجل. إن كان جميع المواطنين يتمتعون بالحقوق عينها، فلا داعي للمطالبة بامتيازات خاصة. الامتيازات موجودة عندما لا تضمن الحقوق عينها للمواطنين. في الولايات المتحدة، يؤذن للمهاجرين الوافدين من العراق والصين واليابان وأوروبا وإيرلندا الحفاظ على لغتهم وثقافتهم، لكنهم يعتبرون جميعاً أميركيين؛ وكمواطنين أميركيين يتمتعون بالحقوق عينها. نحن نطمح إلى ذلك، لكننا ما دمنا لا نناله، فإننا سنطالب بالاعتراف بهويتنا وثقافتنا.
س: ولكن كيف تستطيعون البقاء هنا، محافظين على ابتسامتكم وودكم، وأنتم تدركون خطورة مشاكلكم وأنكم توشكون على فقدان هويتكم الخاصة لدى العودة إلى دياركم؟
المونسنيور القس موسى: أنتم تطلبون مني أن أبكي، لكن الحياة هي الحياة ونحن نحافظ على الرجاء في المستقبل. إننا نضع رجاءنا في الإنسان. مهما كانت بلادنا مخيفة لشعبنا، فإننا لو اتفقنا على حكومة أو بلاد ديمقراطية، ستتمكن الولايات المتحدة من إيجاد حل مناسب لهذه المسألة.
هذه المقابلة أجرتها ماري بولين ماير للبرنامج التلفزيوني “حيث يبكي الله” الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع جمعية عون الكنيسة المتألمة.
على شبكة الإنترنت:
www.wheregodweeps.org/iraq-kidnapped-archbishop/
عون الكنيسة المتألمة في فرنسا: www.aed-france.orgعون الكنيسة المتألمة في بلجيكا: www.kerkinnood.beعون الكنيسة المتألمة في كندا: www.acn-aed-ca.orgعون الكنيسة المتألمة في سويسرا: www.aide-eglise-en-detresse.ch