هذا واسترجع بندكتس السادس عشر الخطوات الجبارة التي قام بها الحوار بين الكنيستين انطلاقًا من اللقاء التاريخي الذي تم في عام 1960 بين البابا يوحنا الثالث والعشرين ورئيس الأساقفة جوفري فيشر.
وعبّر الأب الأقدس عن أهمية التعاون سوية لحمل بشرى الإنجيل في عالم يبتعد أكثر فأكثر عن القيم الروحية وفي الوقت عينه يزداد جوعه إلى إيجاد أجوبة تروي عطشه الروحي.
هذا ولفت الأب الأقدس إلى أهمية انفتاح المسيحيين على الأديان الأخرى في الحوار، الاحترام والمحبة، دون أن يكون ذلك مرادفًا لفقدان فرادة الإيمان المسيحي الذي يؤمن بفرادة الخلاص الذي حمله يسوع المسيح للجميع.
وتابع الأب الأقدس: " الله "يريد أن ينال الجميع الخلاص، وأن يصلوا إلى معرفة الحق" (1 تيم 2، 4)، وهذه الحقيقة ليست إلا يسوع المسيح، ابن الله الأزلي، الذي صالح جميع الخلائق في ذاته بقوة صليبه. في أمانة إلى إرادة الرب، وكما يعبّر نص رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس، ندرك أن الكنيسة مدعوة لكي تكون منفتحة على الآخرين، ولكن ليس على حساب الحقيقة المسيحية. وهنا جوهر المعضلة التي يواجهها من يلتزم بصدق في المسيرة المسكونية".
ثم تطرق أخيرًا إلى جون هنري نيومان الذي سيكون أول طوباوي يعلنه بندكتس السادس عشر شخصيًا، فقدمه كمثال للحوار المسكوني. فنيومان، الذي ارتد من الكنيسة الأنغليكانية إلى الكنيسة الكاثوليكية لم يتخل عن أواصر الصداقة مع رفاقه الأنغليكان بل حافظ على صداقة شخصية وفكرية كبيرة مع الكثير منهم رغبة منه في السعي سوية إلى الوصول إلى الحقيقة المشتركة التي تؤدي إلى الوحدة الكاملة.