بقلم روبير شعيب
روما، الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 (Zenit.org). – اعترفت الفاتيكانية الإنكليزية أنّا آركو أنها تعاني مما وصفته بعوارض “كآبة ما بعد البابا”. هذا التعبير المازح يوحي بالنجاح والأهمية التي كانت لزيارة بندكتس السادس عشر لبريطانيا، بعكس كل التوقعات السلبية.
تعليقًا على هذا التصريح، قدم مدير موقع “Il Sismografo”، لويس باديّا تحليلاً عرض فيه أسباب نجاح الزيارة البابوية. فبعد الآراء المتضاربة والمائلة نسبيًا إلى السلبية قبيل الزيارة، نرى أن الكثير من الجرائد البريطانية والعالمية تعلق على الزيارة بكلمات تتمحور جميعها حول مرادفات “النجاح” و “النصر”.
شرح باديّا أن أسباب النجاح هي كثيرة، ولكن أهمها هي هذه: أن الإنكليز رأوا الأمور كما هي، على حقيقتها بعد أن اعتادوا أن يروها من خلال مصفاة الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام.
يكتب باديّا: “لقد رأوا البابا (مئات الآلاف عن كثب، وبعض الملايين من خلال شاشات التلفزيون). لقد سمعوه يتكلم في حالات مختلفة وعن مواضيع تهم الأشخاص البسطاء المتعطشين للفكر والجدية”.
وهناك أيضًا دافع آخر للنجاح: المجتمع الإنكليزي، مثل مختلف المجتمعا الأوروبية، يعيش في ظل أزمة سطحية وجودية مميتة. “هذا المجتمع يشعر بالعمق، بألم وتمزق، نقص المشاريع والمستقبل، وبكلمة: نقص الإنسانية والأنسية، حيث يكون كل إنسان شخص حقًا ولا مجرّد ناخب، أو مستهلك أو مستعمل”.
ويختم: “بندكتس السادس عشر لم يذهب ليحصل على أصوات انتخابية؛ ولم يذهب ليبيع عطورات أو سيارات؛ أو ليسوّق برنامجًا تلفزيونيًا يقول فيه عكس ما يفكر به”.
بندكتس ذهب إلى إنكلترا لكي يقدم رسالة الإيمان كرسالة إيجابية تستطيع أن تهبنا مفتاحًا لقراءة واقعنا وحياتنا ولإيجاد سبيل الحياة الحق.