فليلهم القديس منصور دو بول “التزاماً متجدداً بالتضامن”
كاستل غاندولفو، الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة الوداعية التي وجهها بندكتس السادس عشر يوم أمس للسلطات المدنية والدينية في كاستل غاندولفو وللعاملين في المقر البابوي الصيفي.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
قبل مغادرة كاستل غاندولفو في آخر الصيف، يسرني أن ألتقي بكم جميعاً أنتم الذين تمثلون الجماعة الكنسية والمدنية لهذه المدينة الساحرة التي أحبها كثيراً، والتي تمنحني العناية الإلهية سنوياً هبة تمضية عطلة هادئة ومثمرة فيها.
بداية، أوجه تحيات أخوية وشكراً قلبياً إلى أسقف ألبانو، مارتشيلو سيميرارو، تحيات أشمل بها أيضاً كل الأبرشية التي أتابعها بمحبة خاصة في الصلاة في حياة إيمانها وشهادتها المسيحية. كما أحيي كاهن رعية كاستل غاندولفو والجماعة الرعوية ومختلف المؤسسات الدينية الرجالية والنسائية التي تعيش وتعمل هنا لتخدم الإنجيل والإخوة بفرح.
أوجه تحية احترام لحضرة العمدة ولأعضاء البلدية المحلية معبراً مجدداً عن امتناني الصادق للإسهام الأساسي الذي يقدمونه، كل حسب مسؤولياته، لكي تتمكن كاستل غاندولفو من استقبال الأعداد الغفيرة من الحجاج القادمين إليها من شتى أرجاء العالم على نحو ملائم. ومن خلالكم، أرغب في إبلاغ تقديري القلبي لإخوتكم المواطنين على اللطف المعهود والاهتمام المتحمس اللذين بهما يحيطونني ويتابعون نشاطاتي في خدمة الكنيسة الجامعة.
كذلك، أرغب في توجيه شكر قلبي إلى المدراء وكافة الأعضاء في دوائر الحاكمية ابتداءً من الشرطة ومحلات الأزهار وقسم الصحة والخدمات التقنية والحرس السويسري البابوي. أيها الأحباء، أعبر لكم جميعاً عن شكري الخاص على الاهتمام والاحتراف اللذين عملتم بهما لتلبية احتياجاتي واحتياجات معاونيّ وجميع الذين أتوا إلى كاستيلو خلال أشهر الصيف لزيارتي. وأؤكد لكل واحد منكم ولعائلاتكم على ذكركم دوماً في صلاتي.
كما أعبر عن امتنان قلبي خاص للعاملين والموظفين في مختلف القوى الأمنية الإيطالية على عملهم الموثوق والفعال، ولضباط وطياري السرب الحادي والثلاثين في الملاحة الجوية العسكرية. أرفع الشكر لله وأعبر عن امتناني لكم جميعاً لأن كل الأمور سارت بنظام وهدوء.
إني إذ أودعكم، أود أن أعهد إليكم بشخصية القديس منصور دو بول الذي نحيي اليوم ذكراه. فإن رسول المحبة المحبوب من قبل الشعب المسيحي كثيراً والمعروف بخاصة من خلال رهبنة الأخوات التي أسسها، أعلنه البابا لاوون الثالث عشر “شفيعاً عالمياً لكل الأعمال الخيرية المنتشرة حول العالم”. فبعمله الرسولي المتواصل، جعل الإنجيل يصبح أكثر فأكثر منارة رجاء ومحبة مضيئة لكل البشر في زمانه، وبخاصة للأكثر فقراً جسدياً وروحياً.
فليلهم مثاله الطاهر وشفاعته في جماعاتكم وفي كل واحد منكم التزاماً متجدداً بالتضامن لكي تسهم جهود كل واحد في بناء المصلحة العامة.
وأرفق هذه التحيات القلبية بتأكيد على ذكركم لدى الرب لكي يساعدكم جميعاً مع عائلاتكم بنعمته ويغدق عليكم تعزياته الوافرة. أيها الأحباء، أشكركم مجدداً وأبارككم من كل قلبي.
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010