مقابلة مع أسقف إسلام أباد

إسلام أباد، الاثنين 20 سبتمبر 2010 (Zenit.org) –. . - المجاميعُ التي توزّعُ الغذاء لأهدافٍ ثانوية "لا تسلكُ في طريق الله ولا تصنعُ الخير بل أمرًا آخر، مختلفًا تمامًا". هذا ما صرّحَ به المونسنيور روفن انثوني، أسقف اسلام اباد - روالبندي، في مقابلة أجرته معه وكالة فيدس.  ننشر في ما يلي نص المقابلة.

كيف هي حالة المسيحيين بعد الفيضانات؟

استقبلتْ عوائلٌ مسيحية الكثير من المسيحيين اللاجئين، بينما يقبعُ آخرون في مخيمات اللاجئين. أما عملية توزيع المساعدات، على حدّ ما تحققتُه في أبرشيتي، فقد تمّتْ بواسطة عناصر الجيش ومن دون أي تفرقةٍ عنصرية، وذلك بعد أن قامت الجمعياتُ الخيرية وبضمنها الكاريتاس بتمرير المساعدات إليها. أمّا في المناطق التي لا تستطيع الحكومة الوصولَ إليها، تتكفلُ منظمات غير حكومية محلية بالأمر بالتعاون مع مجاميع إسلامية والتي تطلبُ صدقةً عند توزيع المساعدات، وعلى حسب ما سمعتُ أيضًا، فإنها تهتمّ فقط باللاجئين المسلمين.

ماذا تقولون عن الجمعيات الخيرية المرتبطة بالمجاميع الاسلامية الأصولية؟

هذه المجاميع لا تصنعُ الخير. فعندما تكونُ المساعدات غير نزيهة، لا يمكن اعتبارها عملَ خيرٍ أو رحمة. وهذه المجاميع تُخفي مقاصدَ أخرى وراء عملها هذا، مثلَ الخروج بصورةٍ جيدة عنهم، واكتساب شعبية ورضى المواطنين، وأخذ مساعدات من الخارج وتوظيف مزيدٍ من المتطوعين.

تستنتجون من هذا أن هذه المجاميعَ تبشّرُ أيضًا؟

ليس لديّ أخبارٌ عن هذا. ولكن إذا كانت تبشّر أو تطلب الاهتداء من أبناء الديانات الأخرى، فإن عملها لن يكون صالحًَا. لأنّ إيمان المسيحيين الباكستانيين قويٌ، ولن يجعلهم يقبلون الاهتداء والتخلّي عنه، حتّى في حالات الحاجة القصوى، لا بل انهم سيفضّلون رفض مساعداتٍ مشروطة مثل هذه. ولكنني أتساءلُ في هذا الأمر: أيّة قيمة ستكون لاهتداء إنسانٍ يقوم به فقط لأنه يموت؟

كيف يعيش مسيحيو باكستان إيمانهم اليوم؟

يعيش المسيحيون وسطَ الشعب يشهدون لإيمانهم حتّى في وقت الصعوبات والاضطهادات. لا بل أستطيع القول إن الإيمان يزدهرُ في هذا الوقت، إذ نرى شعبنا يملأ الكنائس. فنحن المسيحيون مواطنون باكستانيون أصيلون، وباكستان هي أرضنا التي منحها الله لنا. وحتى لو تغافلوا عن حقوقنا، فهي باقية لا يمكنُ لأحدٍ نزعها.

هل هناك بصيصُ أملٍ حتى في مأساة الفيضانات هذه؟

رجاؤنا في الله، ربّ التاريخ، حتّى في الأحداث المؤلمة التي لا تدركها البشرية. فنحنُ نؤمنُ أنّ كلّ حدث، وحتى المأسوي منه، يعملُ على خلاصنا، لأن المأساة تدعو كل إنسان للرجوع إلى الله وعيش رحمته، كما أكرر دومًا لمؤمني أبرشيتي.