لا يحسن أن يكون البشر وحيدًا

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 10 مارس 2011 (ZENIT.org). – وقال الرب الإله: “لا يجب أن يكون الإنسان وحده، فلأصنعن له عونا يناسبه”. وجبل الرب الإله من الأرض جميع حيوانات الحقول وجميع طيور السماء، وأتى بها الإنسان ليرى ماذا يسميها. فكل ما سماه الإنسان من نفس حية فهو آسمه. فأطلق الإنسان أسماء على جميع البهائم وطيور السماء وجميع وحوش الحقول. وأما الإنسان فلم يجد لنفسه عونا بناسبه. فأوقع الرب الإله سباتا عميقا على الإنسان فنام. فأخذ إحدى أضلاعه وسد مكانها بلحم. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من الإنسان امرأة، فأتى بها الإنسان. فقال الإنسان: “هذه المرة هي عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تسمى امرأة لأنها من آمرئ أخذت”. ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران جسدا واحدا” (تك 3، 18 – 24).

يخبرنا نص تك 2 عن أن الزواج يقوم على فعل “تخلٍ” عن ربط الطبيعة، ربط الماضي للنظر نحو الحاضر، ولبناء المستقبل. الترك والتخلي – ويجب فهم الفعل بمعنى خاص لا يتنافى مع وصية “أكرم أباك وأمك” – يسبق مفاعيل اللقاء وغناه ويؤسسه.

هذا النص هو شهادة لمقدرة كلمة الله على تحويل الثقافة وقلب معايرها. فهو يتوجه إلى ثقافة كانت المرأة تذوب فيها في بيت الزوج وعائلته، تخسر هويتها وقوتها في التاريخ.

فالحب الختني الحق يحمي تمايز الأشخاص، كفسحة للحرية، لأنه فقط بين المتمايزين يمكن أن يكون هناك حب بالحرية والحق.

وقد يتساءل المرء، إذا كان “لا يحسن أن يكون الإنسان وحيدًا”، فلم الحياة الرهبانية والنسكية؟

إن الحياة الرهبانية والنسكية لا تتناقض مع التواصل، فالراهب الحق والناسك الحق يتواصل وجدانيًا وروحيًا مع كل البشرية. من الملفت، على سبيل المثال، أن بعض القوانين الرهبانية لا تسمح لرهبانها بالتنسك إلا بعد قضاء عمر معين في الحياة الجماعية، وبعد شهادة إيجابية لحياة جماعية خصبة.

ويقول بعض الآباء أن هناك فرق بين المتوحد والمستوحش. فالأول هو شخص يعيش موحدًا كيانه أمام الله حاملاً كنيسته في قلبه، لا بل العالم بأسره. أما المستوحش فهو شخص مفرد يعيش على هواه في الوحدة، أو يضطر إلى عيش الوحدة دون خيار ودون خصب.

الغاية من اللقاء هي عيش الحميمية والحب الحقيقي، ومرات كثيرة تكون اللقاءات الجنسية خالية من اللقاء الحقيقي، بينما يكون في لقاءات غير جنسية من اللقاء الوجداني والخصب والوحدة ما يحقق غايات اللقاء الجنسي بشكل روحي عميق.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير