الفئة الثالثة

Share this Entry

للأب هاني باخوم، سكرتير غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك

روما، الاثنين 14 مارس 2011 (ZENIT.org). – بعيدا عن اي فكر سياسي، وأي اتجاه مذهبي يدفعانني لكتابة هذه الكلمات، أود أن أتساءل: هل نحن أمام ولادة فئة جديدة من الشعب المصري؟ هل نحن أمام ولادة الفئة الثالثة، كما أطلَق البعض عليها؟

إن كانت السلطة بأحزابها، من رحل منها ومن بقى، هي فئة، وإن كانت التيارات الدينية بجماعاتها وتحالفاتها السياسية هي فئة ثانية، فهل نحن أمام ولادة فئة ثالثة؟

هل نحن أمام ميلاد فئة من الشعب، معظمها من الشباب، ترغب في بناء مجتمع جديد، أساسه الديمقراطية، دستوره المساواة وحرية التعبير والديانة، وتقرير المصير؟

 هل نحن أمام ولادة فئة جديدة، شريحة جديدة من المجتمع المصري، لم ترضَ بالهوان وعدم الكرامة وغسل الأذهان، فأبَت وقامت بطريقة سلمية لتقول: كفى، ارحموني كفى، لا أريد منكم شيئا سوى أن تجعلوني أحيا بكرامة وأقرر بنفسي ما يجب أن  افعله ، دون تعتيمي وسَوّقي كحمل الى الذبح، رغماً عنه؟

هل نحن أمام فئة فهمت أن الوطن هو المكان المناسب للحياة مع الأخر، وقبوله كما هو، دون إجباره على تحديد مصيره، دون قمعه في اعترافه بما يؤمن، دون منعه من أن ينمو كما أُعطي له من الخالق ان ينمو، كي يُنمّي مواهبه وقدراته محتفظا بِسِماته دون خوفٍ من أن يُجبر على نكرانها لأي سبب كان؟

هل نشهد الآن ولادة فئة رغبت بالحرية الحقيقية، اي القدرة والإمكانية لقبول الآخر وسماعه وتفهّمه، دون تغييره أو إمراره في قالب يوافق مقاييسنا؟ هل نحن أمام ولادة فئة فهمت أن الحل هو الحوار المبني على الرغبة في أن اكتمل بما يملكه الآخر وليس فقط في محاولة فرض ما أنا عليه؟

هل نحن أمام ولادة فئة جديدة ترغب في إظهار كل ما هو مُتنوع بيننا وعرضه وتقييمه وتعديله كي يصبح تراثاً لكل منا؟ هل نحن أمام ولادة فئة ترغب في بناء مستقبل حاضره السلام والالتزام بحرية الأخر وتشجيعها؟

أدعو الله الخالق القدير، أن يُنعم علينا ويسمح لنا بولادة هذه الفئة. وبأن لا تفقد هويتها كفئة ثالثة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير