طرابلس، الأربعاء 16 مارس 2011 (Zenit.org) –– “خمسون لاجئاً آخر من إريتريا وإثيوبيا غادروا بفضل سخاء إيطاليا. ولكننا وسط تحد لا ينتهي على ما يبدو، إذ كلما غادر 50 شخصاً، أتى 2000 آخرين. يوم أمس، غصت الكنيسة بلاجئين أفارقة يأملون في إيجاد مكان لهم على متن طائرة أو سفينة لمغادرة البلاد”، يقول الأسقف جوفاني إينوتشينزو مارتينيللي، النائب الرسولي في طرابلس الليبية، لوكالة فيدس.
ويضيف الأسقف مارتينيللي: “أمنيتي الكبيرة هي أن نتمكن من إيجاد سبيل لوضع كل هؤلاء الناس على سفينة باتجاه بلد يقرر استقبالهم. ليس صحيحاً ترحيلهم في مجموعات صغيرة وترك معظمهم في حالة انتظار مضن، لأنهم نساء وأطفال. يوم أمس، ظلت جماعة من النساء والأطفال متروكة، ويبلغ عمر بعض هؤلاء الأطفال بضعة أشهر فقط. مع الأسف، لم تكن كل الوثائق صالحة وبقوا متروكين. أجدد دعوتي من أجل هؤلاء الأشخاص لتقبلهم بعض البلدان في أقرب وقت ممكن”.
يقول النائب الرسولي في طرابلس: “ككنيسة، يمككنا أن نؤدي دور الوسيط لكن قوانا محدودة. نحن نساعد هؤلاء الناس على دفع الإيجار وشراء الغذاء بمساعدة بعض المحسنين وكاريتاس إيطاليا. والمشكلة أن الأغذية شحت في الأسواق”.
وبالحديث عن الجماعة الكاثوليكية، أثنى الأسقف مارتينيللي على “الممرضات الفيليبينيات اللواتي يبلغ عددهن الألفين واللواتي بقين. لقد غادرت عائلاتهن، أزواجهن وأطفالهن، لكن النساء والشابات بقين وأظهرن حساً عالياً من الاحترافية والوعي البشري. ومن دونهن، لكانت المستشفيات محرومة من الرعاية الطبية”. إضافة إلى ذلك، يقول رئيس الأساقفة مارتينيللي: “ما يزال هناك أفارقة كثيرون. يوم أربعاء الرماد، كانت الكنيسة ممتلئة. يأتي المؤمنون لأنهم يجدون الشجاعة في الصلاة”.
ختاماً، يقول النائب الرسولي: “أكرر أن السلام ما يزال ممكناً وأن المصالحة ممكنة بين الطرفين. نحتاج إلى تدخل سلطة أخلاقية عليا عربية أو إفريقية، على مستوى نيلسون مانديلا مثلاً، لتقريب الطرفين. وربما تستطيع سلطة كنسية من العالم العربي القيام بتجربة وساطة. لا يريد الشعب الليبي الحرب. وينبغي على ليبيا أن تستعيد وحدتها. هناك العديد من المتحدرين من بنغازي الذين يقيمون في طرابلس. لا أعتقد أن تقسيم البلاد ممكن.