روما، الجمعة 18 مارس 2011 (Zenit.org) – “التلقيح الاصطناعي من ثلاثة آباء”: تقنية متنازع فيها: هكذا تعنون Gènéthique، الموجز الصحفي الصادر عن مؤسسة لوجون. إنها تقنية تدعو إلى دق ناقوس الخطر.
في المملكة المتحدة، طلب وزير الصحة آندرو لانسلي من هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة، الهيئة البريطانية المعنية برصد الخصوبة، إجراء تحقيق حول تقنية التلقيح الاصطناعي التي تؤدي إلى تكون أجنة من ثلاثة آباء.
هذه التقنية التي تسمى “التلقيح الاصطناعي من ثلاثة آباء” (three-parent IVF) والتي ابتكرها دوغ تورنبول، أستاذ علم الأعصاب في جامعة نيوكاسل، ترمي إلى معالجة انتقال الأمراض الخيطية المستعصية والقاتلة. ففي المملكة المتحدة، يولد سنوياً حوالي 100 طفل مصاب بمرض خيطي. والحبيبات الخيطية هي العناصر الصغيرة الموجودة في هيولى الخلايا وهي التي تنتج طاقتها. خلافاً للحمض النووي الموجود في الجزء الأكبر من الجسم البشري، فالحمض النووي الخيطي لا ينتقل إلا من خلال الأم.
ترتكز تقنية الأستاذ تورنبول الموصوفة سنة 2010 في مجلة Nature على استبدال الحمض النووي الخيطي المشوب بالنقص والخاص ببويضة مخصبة، بالحمض النووي لجنين امرأة أخرى. وتُنقل نوى المشيج الأولي والحيوان المنوي للبويضة المخصبة عبر تقنية التلقيح الاصطناعي في البويضة المخصبة لمانحة، إلى الحمض النووي الخيطي السليم الذي نزعنا نواه مسبقاً. عندها يُزرع الجنين المتكوّن في المرأة التي أعطت المواد الوراثية وإنما التي يعاني حمضها النووي من خلل ما. إن نسبة 98% من الحمض النووي للأطفال المولودين من هذا “العلاج” تكون موروثة من الأهل، والنسبة المتبقية تكون ناتجة عن الحمض النووي الخاص بالمانحة. ويؤكد الباحثون أن جينات المانحة لا تبدل شكل الطفل ولا شخصيته بل تمنعه من الموت في وقت مبكر.
“لسنا مستعدين لتطبيقها على مرضى حالياً، لكن العلم يتطور بسرعة وينبغي علينا أن نحصل من البرلمان على الإذن للتباحث في هذه التقنية من جديد. ونتوقع أن يستغرق البحث عاماً تقريباً”، تقول الأستاذة آليسون موردوخ، رئيسة قسم طب التناسل في جامعة نيوكاسل.
هذه التقنية تطرح أسئلة أخلاقية عديدة وتثير انتقادات. وبالتالي، فقد صرح الطبيب دايفيد كينغ من Human Genetics Alert أن العلماء قد يتلاعبون بالوراثة الجينية: “هذا يبدل المكونات الجينية لكل خلية عند الطفل ]…[ وفي حالة الفتاة، فإن هذه التغيرات ستنتقل إلى سليلها. حتى الآن، هناك إجماع يقوم على عدم التلاعب بالحمض النووي للإنسان بهذا الشكل”.
Nature, “Pronuclear transfer in human embryos to prevent transmission of mitochondrial DNA disease“, Lyndsey Craven, Helen A. Tuppen, Gareth D. Greggains, Stephen J. Harbottle, Julie L. Murphy, Lynsey M. Cree, Alison P. Murdoch, Patrick F. Chinnery, Robert W. Taylor, Robert N. Lightowlers, Mary Herbert & Douglass M. Turnbull, 14/04/10
مصادر: Bioedge (مايكل كوك) 12/3/2011 – Daily Mail (دايفيد ديربيشاير) 12/03/2011 – Science Insider (جون ترافيس) 11/03/2011.