“لا نريد أن نخفي إيماننا أو هويتنا خوفاً على حياتنا”
دوندالك، إيرلندا، الثلاثاء 22 مارس 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي القسم الثاني من الكلمة التي ألقاها رئيس أساقفة أربيل بشار وردة، وذلك نهار الأربعاء في مركز أرماغ الرعوي الأبرشي في دوندالك، خلال تقديم تقرير عون الكنيسة المتألمة لسنة 2011 حول المسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم.
***
أن أعمال الخطف والقتل هذه تركت أثرها في أذهان وأجساد الكنائس العراقية. وعمليات القتل لم تستهدف فقط زعماءنا الدينيين، وإنما أيضاً عائلات وأصحاب متاجر، وأطفال، ومعلمين، ومسنين، وأمهات وأطفالهن، وأفراد من المجتمع المسيحي.
· تهديدات مباشرة باستخدام رسائل ترهيبية وضع فيها رصاص
· رسائل نصية مباشرة أرسلت إلى عائلات مذكورة في الرسائل
· تهديدات مباشرة من فرد إلى آخر في الشوارع
· لهجة تهديدية من الشرطة وممثلين عن الجيش
· اقتحام المنازل، سرقة الممتلكات، أو توجيه تهديدات ابتزازية
· كتابات مهددة ونصوص قرآنية
· رجال مسلحون أمام منازل مسيحيين أو في سيارات ومن ثم المغادرة
· رسائل نصية حول اختطاف أطفال من مدراسهم
كذلك، يتعرض طلاب كلياتنا للترهيب. وقد أجل آلاف الطلاب دراستهم أو انتقلوا إلى أربيل للقيام بعملهم الطلابي.
تفجيرات الكنائس العراقية
أود الآن أن أتحدث عن حملة التفجيرات المنهجية للكنائس العراقية. تم تفجير أول كنيسة عراقية في يونيو 2004 في الموصل. وعقب ذلك الحدث، حصلت حملات متتالية، وتعرض مجموع 66 كنيسة للاعتداء أو التفجير؛ 41 كنيسة في بغداد، 19 في الموصل، 5 في كركوك، وواحدة في الرمادي. إضافة إلى ذلك، تم تفجير ديرين ورهبنة ودار أيتام تابعة للكنيسة.
وقعت حملة التفجيرات الأولى للكنائس في الأول من أغسطس سنة 2004، في كنيسة القديسين بطرس وبولس في الدورة. في ذلك اليوم، استهدفت التفجيرات ست كنائس في أنحاء مختلفة من العراق.
أنا متأكد أن معظمكم يعلم من خلال الأنباء أن 58 شخصاً منهم 51 رهينة وكاهنين تعرضوا للقتل في 31 ديسمبر 2010 بعد الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد. وأعلنت مجموعة تنتمي إلى القاعدة، دولة العراق الإسلامية، أن المسيحيين كانوا “هدفاً مشروعاً”.
هناك آلاف الأمثلة عن المعاناة الشديدة في صفوف المسيحيين العراقيين. ويتبادر إلى ذهني مثلان أرغب في التحدث عنهما.
أحد المثلين متعلق بقصة والد أحد المعلمين في روضة الأطفال التابعة لنا في عنكاوا. خلال السنة الفائتة، كان السيد دهان الأول من بين المسيحيين العراقيين الثمانية على الأقل الذين قتلوا في الموصل قبل الانتخابات. وكانت عملية الخطف التي أدت إلى موته، المرة الثانية التي يختطف فيها. فقبل سنتين، كان قد تعرض للاختطاف والضرب، ووضع في صندوق سيارة حتى تمكنت العائلة من جمع الفدية التي بلغت قيمتها 5000 دولار.
تقول العائلة أنها، وبعد عودته في المرة الأولى، لم تغادر الموصل لأن الوالد لم يكن يريد الانتقال. “لقد قال والدنا: إن غادرنا نحن المسيحيين جميعاً، فمن سيبقى في أرض الأنبياء ويصلي في كنائسنا؟” “قال: لقد ولدنا جميعاً في الموصل وسنموت في الموصل”.
القصة الثانية متعلقة بصديقي الأب مازن من قرقوش. اختطف الأب مازن بعد أربعة أيام من سيامته الكهنوتية. أطلق سراحه ولكن رجالاً مسلحين دخلوا إلى منزله بعد مرور عام وقتلوا أباه وأخويه أمام مرأى أمه وزوجة أخيه.
على الرغم من هذه المأساة، يخدم الأب مازن العائلات النازحة في رعيته في قرقوش بإيمان لا يتزعزع.
وكما ذكرت، هناك آلاف الأمثلة عن عمليات الأذى والقتل التي لا هدف منها. الأسى والحزن واضحان في أبرشياتنا حيث أن ما من شخص واحد لم يتأثر بالمأساة منذ سنة 2003.
إضافة إلى ذلك، عانت كل أسرة من عقود من الخسائر من جراء حكم صدام، والعقوبات السابقة للاحتلال، ودمار حرب الخليج وحرب إيران والعراق. العراقيون هم قوم اختبروا معاناة شديدة لكنهم معرفون أيضاً بالقوة والمرونة والاستعداد للمطالبة بحقهم في الوجود.