كلمة رئيس أساقفة عراقي حول الاعتداءات المرتكبة ضد المسيحيين (3)

Share this Entry

“لا نريد أن نخفي إيماننا أو هويتنا خوفاً على حياتنا”

دوندالك، إيرلندا، الاربعاء 23 مارس 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي القسم الثالث من الكلمة التي ألقاها رئيس أساقفة أربيل بشار وردة، وذلك نهار الأربعاء الماضي في مركز أرماغ الرعوي الأبرشي في دوندالك، خلال تقديم تقرير عون الكنيسة المتألمة لسنة 2011 حول المسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم.

نزوح المسيحيين وهجرتهم والشتات

تعتبر منطقة كردستان عموماً مركز انتقال لأكثر من 55000 مهجر من مدن أخرى في العراق خلال السنوات السبع الماضية. وتزايد عدد السكان بشكل ملحوظ منذ الأحداث العسكرية سنة 2003.

مؤخراً، وعقب عمليات الترهيب والعنف المنهجية السابقة للانتخابات سنة 2010 وبعد تفجير الكنيسة، هربت حوالي 4000 عائلة مسيحية من المدن العراقية إلى أربيل. وربما انتقل ضعف هذا العدد من بغداد والموصل إلى سهل نينوى، المنطقة الواقعة في الشمال حيث تبدو الحياة أكثر أماناً وراحة نسبياً.

على مر السنوات الثماني الماضية، سجلت لجنة الهجرة التابعة لأبرشية أربيل نزوح أكثر من 3000 عائلة بسبب الصراع. ونظراً إلى أن العائلات لا تسجل كلها، فإننا نعلم أن هذا سوء تقدير لعدد النازحين. ولكن، وكما ترون، فإن الوضع تفاقم سنة 2011 بما أننا ما نزال في شهر مارس.

وتتحدر أكثرية العائلات التي سجلناها من بغداد والموصل.

سهل نينوى

من الصعب تقدير عدد المسيحيين العراقيين المقيمين خارج العراق على نحو مضبوط، لكن التقديرات تقترح أن أكثر من نصف السكان هرب من البلاد، فذهب مئات الآلاف إلى سوريا ولبنان وتركيا والأردن. ويعيش مليون عراقي على الأقل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وغيرها من البلدان.

الوضع الراهن للمسيحيين في العراق

في أربيل، حالما يتأكد زعماؤنا الكنسيون أن عائلاتنا انتقلت بأمان، سيكون لدينا ثلاثة أهداف لمساعدتها.

أولاً، نريد تأمين الاستقرار من خلال التوظيف والإسكان بأسعار معقولة،

وثانياً، نريد أن نتأكد من حصول العائلات على التربية الجيدة والرعاية الطبية،

وثالثاً، وقبل كل شيء، نريد كنيسة حية نابضة بالحياة لدعم احتياجات عائلاتنا الاجتماعية والروحية.

نحن نعمل جاهدين من أجل حصول ذلك، لكن موارد أربيل والأبرشيات المجاورة لها أُجهدت بسبب التدفق الكبير للناس خلال هذه الفترة الوجيزة.

نمت أبرشية أربيل بنسبة تزيد عن 30%، ويزيد العبء على الكنائس والمدارس ومرافق الرعاية الصحية والإسكان والبنى التحتية الأساسية.

فالمدارس تضم من 35 إلى 45 تلميذ في الصف الواحد، وتعمل في نوبتين يومياً.

إضافة إلى ذلك، ارتفعت تكاليف الإسكان إذ زاد مالكو المنازل المحليون الأجور بنسبة 200 أو 300% للاستفادة من طلب المساكن.

حالياً، يقوم زعماء الأبرشية بجمع التبرعات من الجماعات والمنظمات المانحة مثل عون الكنيسة المتألمة لبناء كنائس جديدة وترميم الكنائس القديمة والمتضررة. كما يتم بناء الصفوف وترميمها في كل كنائسنا لتستخدم لدروس التعليم الديني والتربية الجماعية.

ومؤخراً، تم تمويل مبنى جديد لمدرسة ابتدائية كاثوليكية لتخفيف العبء عن التعليم الرسمي في المنطقة.

ويتطلع زعماء الكنيسة إلى بناء مساكن ذات كلفة منخفضة للعائلات المهجرة كاستثمار طويل الأمد أمام ارتفاع قيمة الأراضي.

كما يستمر زعماء الأبرشية في السعي وراء استثمارات تنموية لتحفيز الاقتصاد وتوظيف أفراد العائلات المهجرة.

أمام العديد من المشاكل التي يعاني منها المسيحيون العراقيون، يبقى الاهتمام الأكبر لزعماء الأبرشية متمحوراً حول وجود رعايا كافية ومستعدة لمساعدة العائلات فيما تستمر في إعادة التكيف مع حياتها؛ بعيداً عن منازلها ووظائفها والمقربين منها.

هناك قلق حيال خسارة العائلات من الكنيسة وهجرتها إلى خارج العراق إذا لم تساعدها الجماعة بفعالية وتحتضنها.

في الختام، نريد أن يكون حضور كنيسة المسيحيين ظاهراً من خلال حياة رعوية نابضة بالحياة وفعالة مجسدة بمبان كنسية وأماكن عامة. لا نريد إخفاء إيماننا أو هويتنا خوفاً على حياتنا. نريد أن يرانا ويتذكرنا جميع العراقيين؛ أولئك الذين يهددوننا، وإنما أيضاً أولئك الذي يريدون التضامن معنا.

نشكر عون الكنيسة المتألمة على تضامنكم معنا.

ونشكركم على هباتكم السخية والطيبة، ونشكر الذين صلوا معنا ومن أجلنا خلال سنوات صراعاتنا الأخيرة. وأود أن أختم بصلاة:

“جدد معجزاتك في يومنا هذا كما في عيد عنصرة جديد” – البابا يوحنا الثالث والعشرين. أيها الآب، أفض روحك على شعبك، وامنحنا رؤية جديدة لمجدك، اختباراً جديداً لقدرتك، أمانة جديدة لكلمتك، وتكرساً جديداً لخدمتك، لكي تنمو محبتك بيننا، ويأتي ملكوتك: من خلال المسيح ربنا.

آمين

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير