رئيس أساقفة بومباي في حديث إلى إذاعة الفاتيكان
روما، الخميس 24 مارس 2011 (Zenit.org) – الكنيسة في الهند، ضحية أعمال التمييز والعنف، تثق على الرغم من ذلك في أكثرية أتباع الجماعات الهندوسية والمسلمة والديانات الأخرى، حسبما أوضح الكاردينال أوسفالد غراسياس، رئيس أساقفة بومباي ورئيس مجلس أساقفة الهند.
فقد أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع رئيس الأساقفة، فيما استقبل البابا في 21 مارس مجموعة أولى من أساقفة مجلس الأساقفة الهندي التي تقوم بزيارة إلى الأعتاب الرسولية في روما.
تحدث الكاردينال غراسياس عن أعمال العنف – في أوريسا قبل ثلاث سنوات وفي كارناتاكا – المرتكبة بحق الأقلية المسيحية في الهند، التي تمثل حوالي 2.3% من السكان، ما يساوي قرابة 25 مليون مؤمن منهم 18 مليون كاثوليكي.
وأوضح قائلاً: “الحكومة المحلية والشرطة اتخذتا موقف المتفرج على الاعتداءات المرتكبة بحق المسيحيين المرغمين على الهرب إلى الغابات لتلافي الأعمال العدائية”. “والنتيجة هي أن المعتدين يعتقدون أنهم أحرار لأن الشرطة والحكومة يبدو أنهما تغضان الطرف، وهذا ما يعطي رسالة محرفة. هذا ظلم ونحن نناضل لتغيير الأمور، لكن الحكومة المركزية لم تستجب كثيراً لطلباتنا”.
على الرغم من كل شيء، قال الكاردينال أنه يتحلى بـ “ثقة كبيرة” في “أكثرية أفراد الجماعة الهندوسية، في أتباع الجماعة المسلمة وغيرها من الديانات”. وقال: “أعتقد أن بعض السياسات حولت الدين إلى أداة واستخدمته كوسيلة للحصول على أصوات. والنتيجة كانت أن تعرض النسيج العلماني في بلادنا للخطر، لكنني واثق من أن الناس لن يسمحوا باستبعاد مبدأ العلمنة”.
فيما تتهم الكنيسة من قبل أصوليين هندوس باهتداءات إجبارية، ذكر الكاردينال غراسياس بأن اهتداءً إجبارياً لن يكون له معنى. وأوضح: “لن يكون اهتداءً حقيقياً لأن الاهتداء هو استعداد القلب”. “إنه اتهام باطل وظالم تماماً بحق الكنيسة الكاثوليكية”.
وأوضح أنه وعلى الرغم من الوضع الصعب، فإن الحوار بين الأديان يتقدم. “نشجع مؤمنينا على بناء حوار حياة وحوار أعمال، حتى ولو أن جهوداً كثيرة يجب أن تبذل من جهتنا ومن جهة مسؤولين دينيين آخرين”.
ختاماً، اعتبر الكاردينال غراسياس أن الكنيسة في الهند تستطيع أن تقدم الكثير للكنيسة الجامعة وللعالم، “ابتداءً من تدين الشعب الهندي”.
“الهند بلد يحرز تقدماً اقتصادياً كبيراً، وعلى الرغم من ذلك، يبقى الدين عنصراً مهماً”، حسبما لفت. “نحن الهنود نستطيع أن نقول للعالم أن أشخاصاً منتمين إلى ديانات مختلفة قادرون على التعايش في سلام ومحبة ووئام وفي تفاهم متبادل، بحثاً عن الله. نستطيع أن نظهر أن أشخاصاً من ديانات مختلفة يستطيعون أن يعيشوا معاً”.