كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال الاحتفال بتوليته السدة البطريركية

الوطن ليس لطائفة او حزب او فئة، ولن يحتكره احد لان في احتكار فئة له احتقارا لنا جميعا

Share this Entry

بكركي، الجمعة 25 مارس 2011 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البطريرك الماروني الجديد مار بشارة بطرس الراعي في ختام الاحتفال بتوليته السدة البطريركية في بكركي.

***

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والسيدة الأولى

غبطة ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس الكلي الطوبى

دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري

دولة الرئيس السيد سعد الدين الحرير

دولة الرئيس الأستاذ نجيب ميقاتي

أصحاب الغبطة البطاركة

سيادة المطران رولان أبو جودة مدبر الكنيسة البطريركية

سعادة السفير البابوي في لبنان المطران غابرييلي كاتشا

سعادة السفير البابوي في سوريا المطران لاريو زيناري

حضرة ممثل نيافة الكاردينال ساندري

حضرة ممثلي رؤساء الدول: الجمهورية العربية السورية، إمارة قطر، جمهورية قبرص، المملكة الهاشمية الأردنية، دولة الكويت وجمهورية مصر العربية

صاحب الفخامة وأصحاب السماحة ممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية

اصحاب الدولة والمعالي والسيدة والسعادة

حضرة الرؤساء العامين والرئيسات العامات

حصرة رؤساء الأجهزة الأمنية

حضرة الآباء والرهبان والراهبات

جمهور المؤمنين الآتي من بلدان الانتشار

أيها الإخوة والأخوات الأحباء

 

“الروح القدس يحل عليك. وقدرة العلي تظللك. ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله”.(لو1:35). 1- في بشارة الملاك لمريم تجلت “الشركة والمحبة”التي اتخذتها شعارا لخدمة البطريركية فالله الواحد، بفيض من حبه، دخل في شركة مع البشر:الآب، ارسل الملاك جبرائيل الى مريم ابنة الناصرة ليعلن للبشرية جمعاء تصميمه الخلاصي. والابن يسوع المسيح تجسد من مريم العذراء لخلاصنا وفدائنا بحلول الروح القدس، وهو ثمرة الحب الالهي وقدرته الفائقة الطبيعة. والبشرية بدروها دخلت، بشخص مريم الام البتول، في شركة مع الله الواحد والثالوث، ساعة اعطت جواب نعم، المفعم بالايمان والرجاء والمحبة، وقالت:”انا خادمة الرب فليكن لي بحسب قولك”. يا للتبادل العجيب بين الله والانسان، تبادل الشركة والمحبة، الذي يتواصل في التاريخ بحلول الروح القدس وفعله!.

 

ان حدث البشارة، الذي نقله لوقا الانجيلي، رواه من بعده القرآن الكريم في سورة آل عمران: “قالت الملائكة: يا مريم، ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح، عيسى ابن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة.. يكلم الناس في المهد وكهلا.. ويعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراه والانجيل، ورسولا الى بني اسرائيل”.

واستكمل الرواية في سورة مريم، مضيفا على لسان المولود من مريم انه”عبد الله ونبيه وآيته ورحمته”، ورابطا بين تجسده وموته وقيامته بقوله:”والسلام علي يوم ولدت، ويوم اموت، ويوم ابعث حيا”.

 حدث البشارة هذا، المشترك بين المسيحية والاسلام والذي تحتفل الكنيسة بعيده في الخامس والعشرين من آذار، جعلته الدولة اللبنانية بالمرسوم رقم 2369، تاريخ 27/2/2010 عيدا وطنيا، وكأني بها تعني بهذه المبادرة ان لبنان وطن الشركة والمحبة.اجل، انه كذلك بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك المحصن بالدستور حيث نقرأ: “لا شرعية لاي سلطة تناقض العيش المشترك”، والقائم على الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض، وعلى وحدة المصير، والتكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد، ولبنان كذلك بصيغته المرتكزة على المشاركة في الحكم والادارة بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وهي صيغة يؤمل منها تأمين استقرار الكيان وتحقيق الديمقراطية وازدهار الاقتصاد، على ان تظل في تطور دائم حسب مقتضيات الحداثة والتجربة التاريخية ( شرعة العمل السياسي ص 30).

 شركة ومحبة قادت حياتي مذ ولدت في حملايا، قضاء المتن، في 25/شباط/1940، وقبلت سر المعمودية في كنيسة سيدة البشارة، في قرية شويا، المتن، في 25 آذار. ورافقتني راهبا في الرهبانية المارونية المريمية التي دخلتها في شهر ايلول 1952، وأبرزت نذوري المؤبدة في تموز 1962، ورافقتني كاهنا بوضع يد المثلث الرحمة مطران مخائيل ضومط، مطران صربا، في 3 ايلول 1967، ثم اسقفا نائبا بطريركيا في بكركي، في 12 تموز 1986، ومن بعدها مطرانا على ابرشية جبيل في 8 تموز 1990.

هذه الشركة بالمحبة اعربت عنها والتمستها من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر فور انتخابي بطريركا على انطاكيا وسائر المشرق في 15 آذار الجاري. فمنحني اياها بعطفه ومحبته كراع اسمى للكنيسة الجامعة، وقد اعلنها علينا سيادة السفير البابوي غابريال كاتشا، الذي اعرب له عن شكري العميق لما اظهر من عناية واهتمام ، ولحضوره معنا اليوم ممثلا قداسة الحبر الاعظم.

صاحب الغبطة والنيافة، يا ابانا السيد البطريرك الوقور والمحبوب الكاردينال مار نصر الله بطرس، منذ خمس وعشرين سنة وضعت يديك المباركتين علي ورسمتني اسقفا بنعمة الله واختيار مجمع اساقفتنا المقدس. واليوم بوضع يديك المقدستين ومشاركة اخواني السادة المطارنة تجلسني على عرش بطريركية انطاكيا، خليفة لك ابا ورأسا لكنيستنا المارونية، ايضا وايضا بنعمة الله، واختيار مجمعنا المقدس وصلوات ابناء الكنيسة وبناتها، واكليروسا وعلمانيين. انني، اذ اعرب لغبطتكم وللسادة المطارنة على شكري الكبير للثقة والبركة، اعدكم بانني اواصل عيشي في الشركة والمحبة، فيما اتسلم اليوم التولية القانونية من يدكم ومن يد اخي والنائب البطريركي العام، مدبر كنيستنا البطريركية، سيادة المطران رولان ابو جودة السامي الاحترام، شاكرا
له كل ما بذل من جهود مخلصة ومحبة في مهمته هذه.

 هذه الشركة بالمحبة، اعربت عنها لاخواني اصحاب الغبطة بطاركة كنائسنا الشرقية في الرسالة التي وجهها اليهم باسم مجمعنا المقدس سيادة مدبر كنيستنا البطريركية. وها انتم، يا اصحاب الغبة، تبادلونني اياها مع اساقفة كنائسكم الاجلاء بحضوركم المبارك معنا في هذا الاحتفال المهيب، ومشاركتكم الكريمة. فالشكر لكم من صميم القلب.

 في هذا اليوم المبارك الذي اراده الله لنفرح ونسر فيه، يطيب لي ان اعرب عن محبتي وشكري لكم، يا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحترم. هو الله دعانا معا وعلى التوالي بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل، من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالدي ودار المطرانية طريق ضيق، انتم لرئاسة بلادنا وانا لرئاسة كنيستنا. نسأله، سبحانه وتعالى، ان يقود خطانا بالشركة والمحبة، في خدمة الوطن والكنيسة. شكرا لحضوركم مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الاولى. بالشركة والمحبة اتعاون معكم يا دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ومعكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري، ويا دولة رئيس مجلس الوزراء المكلف السيد نجيب ميقاتي، ومع اصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وسائر اركان الدولة اللبنانية وسفراء الدول، شاكرا لكم جميعا حضوركم وصلاتكم ومحبتكم. اعاننا الله، بشفاعة العذراء مريم، الكلية القداسة، سيدة البشارة، على استكمال نسيجنا الوطني بالشركة والمحبة، فيظل لبنان يزهر في هذا الشرق بنموذجيته ورسالته، كما حياه المكرم البابا يوحنا بولس الثاني الكبير، الذي سيرفعه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر طوباويا على مذابح الكنيسة الاحد اول ايار المقبل، في عيد الرحمة الالهية وسيدة لبنان.

 شركة ومحبة، الشركة في بعدها العمودي هي اتحاد بالله، وفي بعدها الافقي وحدة مع جميع الناس. اما المحبة فتثبت رباطها، كما يثبت الطين حجارة البناء.

من اجل هذه الشركة والمحبة نعمل داخل كنيستنا المارونية ابرشيات ورهبانيات، اكليروسا وعلمانيين، اخويات ومنظمات رسولية ومؤسسات. ومن اجلها نتعاون على المستوى الكاثوليكي في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك ولجانه، وفي مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك. ومن اجلها كذلك نعمل، على المستوى المسكوني، متعاونين بكل محبة ومسؤولية مع اصحاب الغبطة والقداسة، بطاركة الكنائس الارثوذكسية واساقفتها، ومع رؤساء الكنائس الانجيلية لا سيما من خلال مجلس كنائس الشرق الاوسط.

اننا سنعيش معا هذه الشركة بالمحبة، في لبنان الذي “مجده” في رسالته. لقد اطلق على البطريرك الماروني شعار”مجد لبنان اعطي له”، مأخوذا من نبوءة أشعيا. لكنه يعطى له ولكنيسته بقدر ما يلتزمان ببناء الشركة والشهادة للمحبة. مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. لكنه ينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر، على هذا الشرق وعلى العالم. بل يعطى “المجد” للبنان وشعبه، اذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد. فالوطن ليس لطائفة او حزب او فئة. ولن يحتكره احد لان في احتكار فئة له احتقارا لنا جميعا، وفقدانا لهذا “المجد”، الذي عظمته في تنوع عائلاته الروحية وغناها، ولا اقول في تنوع طوائفه لانها صبغت بألوان سياسية وحزبية ضيقة انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها وأصالة ايمانها وروحانية دينها. “فالويل لامة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين”، نقولها مع ابن الارز جبران خليل جبران.

من اجل الشركة والمحبة نعمل معا في بلدان الشرق الاوسط ومعكم، حضرة ممثلي رؤساء الدول الشقيقة، فنحافظ على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي ونوطدها، ونقيم حوارا صادقا وعميقا مع اخواننا المسلمين، ونبني معا مستقبل عيش مشترك وتعاون. ذلك ان مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة، وثقافة خاصة بنا جميعا بنتها الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على اراضينا، وتراثا مشتركا اسهمنا كلنا بتكوينه، ونعمل على تطويره الثقافي ( راجع الارشاد الرسولي:رجاء جديد للبنان 93).

اننا نواكب بقلق ما يجري في هذا او ذاك من بلداننا العربية. نأسف لوقوع قتلى وجرحى، ونصلي من اجل الاستقرار والسلام فيها.

وفي سبيل الشركة والمحبة، نعمل ونتعاون في عوالم الانتشار، حيث ابناء كنائسنا ينتشرون في القارات الخمس. اننا نحييهم حيثما هم ونستحضرهم معنا في هذا الاحتفال المقدس، ونحفظهم ذخيرة في قلوبنا وخواطرنا، ونحملهم موضوع صلاتنا الدائم. وقد حمل مطارنتهم وكهنتهم الى مجمعنا انتظاراتهم وحاجاتهم، فسنعمل جاهدين على تلبيتها.

 تسألونني جميعكم ايها الاحباء، عن برنامج خدمتي، وقد عبرتم عن انتظاراتكم وهواجسكم والتحديات: في مقالات صحافية، وندوات اعلامية، ورسائل ودية، ودراسات علمية، واحاديث اجتماعية واكاديمية. وقرأتها في عيونكم وعلى وجوهكم قبل انتخابي بطريركا ومن بعده في وفودكم الغفيرة التي ملأت هذا الصرح، وفي احتفالات البهجة في بلداتكم ومدنكم وفي اليافطات التي رفعتموها.

برنامجي امتداد لتاريخ اسلافي وعلى مدى 1600 سنة لثوابتهم الايمانية والوطنية: من الحدث المؤسس وهو القديس مارون وتلاميذه، ومن البطريرك الماروني الاول القديس يوحنا مارون الذي ثبت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية، وجعلها امة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبنان. من البطريرك ارميا العمشيتي البار الذي اعلن ايمان الموارنة في المجمع المسكوني اللاتراني الرابع سنة 1213. من البطريرك الشهيد جبرايل حجولا الذي سلم
نفسه لوالي طرابلس المملوكي، فدية عن الاساقفة والرهبان والاعيان المعتقلين، واحرق بالنار في ساحة المدينة 1367. من بطاركة آل الرزي الذين انفتحوا على الحداثة الاوروبية، وفي عهدهم تأسست المدرسة المارونية في روما 1584 التي أعطت كوكبة من العلماء الذي مدوا الجسور الثقافية بلين الشرق والغرب، وكانوا في أساس النهضة العربية، من البطريرك يوحنا مخلوف وجرجس عميرة، اللذين أرسيا العلاقات بين أمراء الجبل والبابوات وملوك إيطاليا وأوروبا في القرن السابع عشر، من البطريرك المكرم إسطفان الدويهي أبي التارخ اللبناني وصاحب الإصلاح الكنسي، الذي في عهده وببركته تأسست الرهبانيات المارونية الثلاث.

من البطريرك يوسف ضرغام الخازن بطريرك المجمع اللبناني الشهير الذي انعقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزة زوق مصبح، من البطريرك يوسف حبيش الذي وطد وحدة اللبنانيين مسيحيين ودروزا ومسلمين بعقد عامية إنطلياس سنة 1840، من البطريرك إلياس الحويك أبي الإستقلال ولبنان الكبير، الذي ترأس الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر الصلح في فرساي – باريس سنة 1919، من البطريرك إنطون عريضة الذي رهن صليبه وخاتمه مطرانا لإطعام جياع الحرب العالمية الأولى، والذي عمل على استكمال إستقلال لبنان بجلاء الجيوش الأجنبية سنة 1943، من البطريرك الكردينال بولس بطرس المعوشي الذي انفتح بحكمة على العالمين العربي والغربي، وهدأ ثورة 1958، من البطريرك الكردينال أنطونيوس بطرس خريش الذي كربان حكيم، قاد سفينة الكنيسة والوطن وسط أمواج الحرب اللبنانية الهائجة، ورفض بعناد مشروع تقسيم لبنان والتحالفات مع الخارج، من أبينا البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير، الذي ناضل من أجل تحرير القرار الوطني والأرض اللبنانية من كل أشكال الوصاية والإحتلال، وأجرى المصالحة في الجبل، وحقق الإصلاحات الكنسية اللازمة، والذي في عهده جرت أحداث كنسية كبيرة، إعلان طوباويين وقديسين في كنيستنا، هم نعمة الله ورفقا وأبونا يعقوب والأخ إسطفان، وصدور مجموعة قوانين الكنائس الشرقية (1990) وانعقاد جمعية سينودوس الأساقفة الخاصة بلبنان (1995) التي أعطتنا الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان (1997)، وانعقاد المجمع البطريركي الماروني (2003 – 2006)، وأخيرا جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط (2010)، وهذه كلها تشكل امتداد لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني (1962 – 1965).

 برنامج إستكمال التنفيذ والتطبيق لمقرارت وتوصيات هذه المجامع على صعيد الهيكليات في الكرسي الرسولي البطريركي، وعلى المستوى الكنسي والتربوي والإجتماعي والوطني، في لبنان والشرق الأوسط، وفي بلدان الإنتشار، وهذا لن يكون إلا بمؤازرة الجميع، وبإسلوب حديث وآلية فاعلة تتفق والتقنيات الحديثة، في كل ذلك قبلة أنظارنا شبابنا وصبايانا والمليون وثلاثماية ألف طالب وطالبة في المدارس والجامعات، وهم مستقبلنا وأمل كنيستنا والوطن، هما العائلة التي هي الخلية الأساسية لمجتمعنا، والمدرسة الطبيعية الأولى لقيمنا، والكنيسة المنزلية المربية على الإيمان والصلاة، قوتنا أساقفنا وكهنتنا، رهباننا وراهباتنا، المؤمنون والمؤمنات، قوانا الواعدة، الدعوات الكهنوتية والرهبانية، تواصلنا في الداخل والخارج، والانتشار، وسائل الاعلام وتقنياتها التي نحييها وندعو لها بدوام الازدهار ونشكر لها حضورها اليوم وفي هذه الايام، وتعاونها الدائم معنا، ضمانتنا المسيح رجاؤنا، والروح القدس مجددنا، ومحبة الله الآب التي تظللنا.

 في الختام، اود الاعراب عن شكري الكبير للجنود المجهولين من فنيين ولوجستيين وقوى امن وجوقة ومحسنين الذين ساهموا وهيأوا هذا الاحتفال واصلين الليل بالنهار، وقد ضحوا بوقتهم ومالهم وجهد ايديهم، كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاته.

 انني ابدأ خدمتي الروحية والراعوية المتنوعة الابعاد والمساحات بمؤآزرتكم وبكلمة امنا وسيدتنا مريم العذراء: “ها أنذا”، مدركا انني مدعو لحمل صليب الفداء بكل ثقله. أستنجد بنعمة الفادي الالهي، “تكفيك نعمتي”، والتمس شفاعة القديسة رفقا، ابنة حملايا والرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، رسولة الالم، واتكل على استحقاقات دماء شهداء لبنان وشفاعة قديسيه، وعلى صلاة المرضى والمعوقين المسنين وسائر المتألمين بالجسد والنفس والروح، الذين يضمون آلامهم الى آلام المسيح الخلاصية. انكم في عمق قلبي وعقلي وصلاتي، انتم وعائلاتكم وكل من يعتني بكم في البيوت والمستشفيات والمراكز والمؤسسات.

وانني في بداية خدمتي هذه، أوكل كنيستنا والوطن الحبيب الى عناية امنا مريم العذراء سيدة البشارة وسيدة لبنان، مكرسينهما لقلبها الطاهر، بانتظار تكريس بلدان الشرق الاوسط لامومتها، بفعل واحد، عملا بتوصية جمعية سينودس الاساقفة من أجل الشرق الاوسط.

فيا مريم امنا، أبسطي يديك المقدستين وباركي وطننا لبنان وهذا الشرق، واشفعي بنا لنحيا على مثالك في الشركة والمحبة، ونخدم الانسانية الجديدة المفتداة بدم المسيح ابنك، وامنحنينا ان نلتقي كلنا بواسطتك في اخوة شاملة، كما في هذا اليوم، الذي نحيي فيه عيد بشارتك وعيدنا الوطني. فنرفع التمجيد والشكران معك للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، أمين”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير