بصفتكم عضوا في المجلس الحبري لرعاية المهاجرين والمتنقلين . هل الكنيسة تؤيد انتقال الشعوب من مكان لآخر بحثا عن حياة افضل ؟

حرية التنقل من أجل حياة أفضل هي حق من حقوق الإنسان ، مكفولة من الدساتير الدولية لحقوق الانسان ، والكنيسة تقبل ذلك بلا شك . ولكن الكنيسة تريد دائما أن توعّي أبناءها بأهمية دراسة موضوع التنقل والهجرة للوقوف على إيجابياته وسلبياته ، لكي لا يصطدم المهاجرون او المتنقلون بواقع صعب في البلاد التي يهاجرون إليها ، لا يكونون مستعدين له ، فيجدوا انفسهم في أوضاع لا يُحسدون عليها . والكنيسة تدعو أولادها إلي التفكير جيدا في رسالة الحضور في أوطانهم ، والمعنى الروحي لبقائهم في بلادهم ، فإن لم يكن هناك أمر قهري يضطرهم للرحيل عنها ، فبقاؤهم في بلادهم أفضل لهم ولبلادهم .

هل هناك فكرة في عقد مؤتمر صحفي رسمي يبين اتجاهات الكنيسة الكاثوليكية في هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر ؟

الفكرة جيدة ويمكن دراستها . ولكني اعتقد أنه يلزمنا أن ننتظر إلي حين تتضّح الرؤية للأوضاع الراهنة . فنحن نرى أن هناك أمورا كثيرة غير واضحة المعالم . والكنيسة تعلن باستمرار عن رأيها في بيانات تصدرها من حين لآخر، متى دعت الحاجة . كل ما نريد التنبيه إليه في هذه المرحلة هو أن يفكر كل تيار وكل حزب ، وكل فريق وكل مجموعة وطنية أو سياسية أو دينية أو اجتماعية ، في مصلحة البلد العامة قبل المصالح الشخصية المحدودة . فمصر تمر بمرحلة في غاية الدقة والحساسية ، تتطلب من كل مصري وطني أصيل أن يضع نصب عينيه المصلحة العامة ، ويفكر في كيف نحافظ على مصر ونساعدها أن تخرج من هذه المرحلة الانتقالية مرفوعة الرأس ، أكثر قوة مما كانت . ونضع نصب أعيننا الملفات الهامة مثل : اصلاح قطاعات الدولة المهمة كالتعليم ، والاقصاد ، وأمن مصر القومي والمائي ، وعلاقات مصر العربية والدولية ، ودورها الرائد والتاريخي والحضاري ، والاهتمام بالإنسان المصري الذي ضحّى بالكثير ولأوقات طويلة . فعلينا جميع أن نعمل لنحقق له الرخاء والعدالة الاجتماعية ، وحرية التعبير وحرية الإعتقاد وحرية الضمير ، والأمن والأمان على حاضره ومستقبله ، على صحته ولقمة عيش كريمة ومستقبل أفضل له ولأولاده . هذه يجب ان تكون أجندة كل مصري ووطني ، حزبي أو مستقل ، مسيحي أو غير مسيحي هذا لا يهم . فانتماؤنا الوطني يجب أن يسبق أي انتماء آخر في هذه المرحلة ، التي تحتاج فيها مصر لجهد كل واحد من أبنائها المخلصين .

كلمة لغبطتكم خلال هذا الزمن المقدس زمن الصوم الذي يعدنا لعيد القيامة المجيد .

كلمتي هي أحبوا بعضكم بعضا ، ومن أحب أخاه أحب الله ، ومن يحب الله يحب بلده ويعمل على تقدمها من خلال التزامه في عمله ، وأن يتحلى بقيم الإيمان والعمل الصالح ، والتسلح بمبادئ العلم والاخلاق . إنني أتمني للجميع زمنا مباركا ، وصوما مقدسا يرفع قلوبنا إلى الله ، ونعيشه في التضامن مع الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم ، ويحثنا على الأمانه لله وللوطن في كل ما نقول وما نعمل . فنستعد بذلك للاشتراك في أفراح القيامة المجيدة . ولنصلِّ من أجل مصرنا العزيزة ، التي ندعو لها بكل خير وتقدم . وكل عام وجميعكم في خير وبركة .