بحسب عميد مجمع الإكليروس

روما، الخميس 24 مارس 2011 (Zenit.org) – "التبتل هو مسألة جذريةٍ إنجيلية". هذا ما قاله في لوسيرفاتوري رومانو، الكاردينال ماورو بياتشينزا، عميد مجمع الإكليروس، الذي شجع على عدم الخشية من انخفاض الدعوات في العالم.

إن كان من الصعب على المجتمع المعلمن أن يفهم تبتل الكهنة، دعا الكاردينال إلى عدم الشعور "بالخوف" بسبب الذين لا يفهمونه أو يسعون إلى تغييره. التبتل "يتحدى ذهنية العالم" و"تقييمه في الكنيسة والعالم يمكنه أن يمثل أحد السبل الأكثر فعالية لتخطي العلمنة"، حسبما أوضح.

واعتبر الكاردينال بياتشينزا أن "التبتل هبة من الرب يدعى الكاهن بحرية إلى قبولها وعيشها بالكامل". والنقاش حول التبتل "الذي نشط دورياً على مر القرون لا يعزز بالتأكيد سكون الأجيال الشابة لفهم معطى حاسم للحياة الكهنوتية".

ولفت قائلاً: "التبتل مسألة جذرية إنجيلية". "الفقر والعفة والطاعة ليست مشورات مخصصة حصراً للرهبان. إنها فضائل يجب عيشها بحماسة إرسالية قوية".

وأضاف الكاردينال بياتشينزا: "لا نستطيع أن نخفض مستوى التنشئة واقتراح الإيمان. لا نستطيع أن نخيب أمل شعب الله المقدس الذي ينتظر رعاة قديسين كخوري آرس. يجب أن نكون متجذرين في المسيح، دون أن نخشى انخفاض عدد رجال الدين". لأنه شرح أن "هذا العدد يتقلص عندما تنخفض حرارة الإيمان لأن الدعوات هي "مسائل" إلهية وليس بشرية".

ورأى أن "فهم أسباب التبتل يزداد صعوبة في عالم معلمن". لكنه اعتبر أنه "ينبغي علينا أن نتحلى ككنيسة بالشجاعة لأن نتساءل إن كنا ننوي الاستسلام لهذا الوضع وقبول العلمنة المطردة للمجتمع والثقافات كأمر محتم، أو إن كنا مستعدين لعمل كرازة إنجيلية جديدة فعلية وعميقة في خدمة الإنجيل وحقيقة الإنسان".

"في هذا الصدد، أعتبر أن دعماً معللاً للتبتل وتثمينه في الكنيسة وفي العالم يمكنهما أن يمثلا أحد السبل الأكثر فعالية لتخطي العلمنة".

ختاماً، دعا الكاردينال إلى عدم الشعور بالخوف بسبب الذين لا يفهمون التبتل ويرغبون في "تغيير النظام الكنسي، على الأقل من خلال إحداث شقوق". وقال: "على العكس، ينبغي علينا أن نستعيد الشعور بأن تبتلنا يتحدى ذهنية العالم، بإضعاف علمانيته ولاأدريته، وبالهتاف عبر القرون أن الله موجود وحاضر".