حذر البابا من عبادة الأصنام الجديدة المتفشية في مجتمعات اليوم فقال إنها آخذة في الانتشار حتى في أوساط المؤمنين الذين يتوهمون أنهم يستطيعون خدمة سيدين، فيسعون لخدمة الله العليّ فيما يضعون ثقتهم أيضا في إله ضعيف صنعته أيدي البشر.

عبادة الأصنام الجديدة استقاها البابا من الكتاب المقدس حين نصب النبي إيليا على جبل الكرمل مذبحا وأعد فيه محرقة للرب مقابل مذبح ومحرقة لصنم بعل الذين ابتهل أتباعه طيلة النهار ولم يرسل إلههم أية نار تحرق الحطب، كما جاء في سفر الملوك الثاني (2 ملوك 18/20-40). فبعد صلوات وتضرع إيليا واعترافه بوحدانية الله، "هبطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، حتى لحِست الماء الذي في القناة" (38).

سأل البابا عما تقول لنا هذه القصة التاريخية وما هو حاضرها؟ فقال إنها أولا مسألة أولوية الوصية الأولى "أعبد الله الأوحد"، فحيث يختفي الله يقع الإنسان في عبودية الأصنام، كما دلّت عليها الأنظمة التوتالية في زمننا مع عبودية أصنامها، وتشير إليها أيضا أشكال مختلفة من العدمية التي تضع الإنسان تحت نير الأصنام واستعبادها.

ولفت البابا ثانيا إلى أن الهدف الأولي للصلاة هو الارتداد والهداية والتوبة: فنار الله تحول قلبنا وتجعلنا قادرين على مشاهدة الله وبالتالي العيش حسب الله والعيش من أجل الآخر.

وذكر البابا ثالثا بأن آباء الكنيسة قالوا إن هذه قصة النبي إيليا هي نبوية أي أنها ظلّ المستقبل، ظل المسيح الآتي، وهي خطوة في السير نحو المسيح. وأكد أن عبادة الله الحقيقية هي وَهب الذات لله وللبشر؛ العبادة الحقيقية هي الحب، عبادة الله الحقة لا تدمّر بل تجدد وتحول. وهكذا فإن نار الله ونار حبه تحرق وتحول وتنقي وتطهر ولكنها لا تدمّر.

وفي تحياته للناطقين بالإنكليزية، حيا البابا مرحبا بأعضاء مجلس الحوار الدولي الكاثوليكي البنتيكوستالي ورفع الصلاة والأمنيات الطيبة لأجل نجاح أعمال مرحلتهم المقبلة؛ وأيضا المشاركين في المؤتمر الخامس لجمعية المدارس والمعاهد الإدارة.

وتمنى البابا في ختام مقابلته العامة عطلة صيفية للشبان والطلاب الذين أنهوا عامهم المدرسي أو الذين يستعدون للامتحانات النهائية، آملا أن ينعموا بالهناء والسعادة والطمأنينة ويختبروا حماسة الإيمان خلال فصل الصيف.